Monday, January 25, 2010



القديسون الثلاثة اقمار الكنيسة

هؤلاء الاباء الاجلاء القديسون يُدعون ايضا معلمي المسكونة وهم باسيليوس الكبير وغريغوريوس الثاولوغوس ويوحنا الذهبي الفم، وتُعيد الكنيسة لكل واحد منهم في يوم خاص به. فباسيليوس في اليوم الاول من شهر كانون ثاني، ولغريغوريوس في اليوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني وليوحنا الذهبي الفم في اليوم السابع والعشرين من شهر تشرين ثاني، وفي السابع والعشرين من شهر كانون ثاني تعيد ايضا لنقل عظامه. وتقيم الكنيسة هذا العيد المشترك للثلاثة اقمار في اليوم الثلاثين من شهر كانون الثاني شرقي( 12 شباط غربي) من كل عام.تحدد هذا العيد المشترك سنة 1100م على عهد الملك الكسيوس كمنينوس بسبب الخلاف الذي حدث بين العلماء فيمن هو اعظم من الثلاثة واختلفوا حول ترتيب مقامهم لذلك رسمت لهم الكنيسة عيداً واحداً في هذا اليوم لتطلب فيه شفاعتهم وقد اعتبروا شفعاء للمعلمين وللطلاب ولكل الذين على مقاعد الدراسة.



ويعتبر يوم عيدهم يوم التعليم. اما كيفية تحديد هذا العيد، أنه عندما دبّت الخلافات والنزاعات بين العلماء حول فيمن هو الاعظم من الثلاثة، وأدت إلى خلق انقسامات بين الشعب. أنه ظهر في احدى الليالي القديسون الثلاثة في حلم للقديس يوحنا مورويس متروبوليت (افشايتا) كل قديس لوحده اولاً، ثم ظهر الثلاثة مع بعضهم البعض وتكلموا بصوت واحد قائلين: كما ترى ان ثلاثتنا مع الله ولا يوجد أي خلاف بيننا وقد كتبنا وعلمنا عن خلاص جنس البشر وفقاً لما تسلمه كل واحد منا من الروح القدس، ولا يوجد بيننا اول وثاني وثالث، واذا طلبتم شفاعة احدنا يحضر الاثنان الاخران معه. لذلك قل لاولئك الذين يتقاتلون ليعملوا انشقاق في الكنيسة بسببنا، انه عندما كنا على الارض عملنا كل جهدنا لخلق الوحدة والمحبة في العالم وباستطاعتك ان تضم ثلاثتنا في عيد واحد وإقامة قداس واحد لنا وترانيم واحدة وفقاً لما يمليه عليكم الروح القدس، ونعدهم باننا سنشفع لخلاصهم بصلاتنا المشتركة مع بعض. وارتفع القديسون إلى السماء.


وفي الحال جمع القديس الشعب واخبرهم بالرؤيا، فصدّقه الناس وهكذا تصالح الفرقاء الثلاثة وعم السلام بينهم وحُدد يوم الثلاثين من كانون الثاني شرقي(12 شباط غربي) من كل عام عيداً لهم بسبب أن الاعياد الخاصة للقديسين الثلاثة تقع في نفس الشهر كما ورد اعلاه. وهم:


القديس باسيليوس الكبير: وُلد في اوائل القرن الرابع سنة 329م في مدينة قيصرية من ابوين مسيحيين. كان له تسعة اخوة واخوات، خصص ستة منهم ذواتهم لله، لخدمة المذبح وللنسك. فجدته ماكرينا ووالدته إميليا واخته ماكرينا هنّ من القديسات. كما انه مع اخويه غريغوريوس نيصص وبطرس من القديسين. درس في اثينا العلوم والفلسفة، وهناك التقى بصديقه غريغوريس النزينزي فقضيا اياماً طويلة في اقتباس العلوم وممارسة الفضائل المسيحية. يقول غريغوريوس في رسالته: لم نكن نعرف في اثينا غير طريقين. الطريق المؤدية إلى الكنيسة والى بيوت كهنة الرب وطريق المدرسة. وزع امواله وتنسك وطاف اديرة فلسطين ومصر للاقتباس من حياتها الملائكية السامية ثم عاد إلى بلاده وأنشأ اديرة للرهبان ووضع لهم قوانينه (الكبرى والصغرى) وله خدمة القداس الالهي المعروف باسمه (قداس القديس باسيلويوس الكبير) ويقام عشر مرات في السنة (في الاول من كانون الثاني وفي كل من احاد الصوم الكبير المقدس ما عدا أحد الشعانين (وهي خمسة آحاد) وفي براموني عيد الميلاد وعيد الظهور الالهي وفي يومي الخميس والسبت العظيمين، سامه الاسقف ديانس كاهناً ثم رقي إلى درجة الاسقفية سنة 370م، اسس ملجأ للمرضى والفقراء، دافع عن العقيدة الأرثوذكسية ودحض بدعة آريوس ورقد بالرب سنة 379م. له مؤلفات كثيرة في العقيدة والدفاع عنها.


القديس غريغوريوس الثاولوغوس (المتكلم باللاهوت): وُلد حوالي سنة 329م في قرية اريانزوس قرب مدينة نزينز من ام مسيحية واب وثني كان حاكماً لمدينة نزينز ارسله ابوه إلى اثينا ليدرس العلوم وهناك التقى بابن بلده باسيليوس وتوثقت عرى الصداقة بينهما، ولما اتما دراستهما عاد باسيليوس إلى وطنه وبقي غريغوريوس في اثينا يُعلّم الفصاحة. عاد إلى وطنه وذهب إلى صديقه باسيليوس وبدأ معه حياة النسك والصلاة والتقشف، اصبح اباه مسيحياً واسقفاً على المدينة فاستدعاه اباه ورسمه كاهناً، وعندما رقد اباه بالرب عن شيخوخة صالحة، قام الاساقفة والشعب مطالبينه ان يكون اسقفاً خلفاً لابيه، ولكنه رفض وعاد إلى خلوته لانه لم يكن يرى في الاسقفية الصولجان والتاج، بل كان يرى فيها الواجب الثقيل والمسؤولية الكبرى والحساب المدقق الذي سوف يؤديه امام المسيح يوم الدينونة الرهيب. حارب البدعة الآريوسية. اقامه الامبراطور ثاوذوسيوس رئيس اساقفة على القسطنطينية. ثبّته المجمع المسكوني الاني سنة 381م في كرسيه برئاسة البطريرك الانطاكي ملاتيوس الذي توفي خلال انعقاد المجمع فترأس المجمع غريغوريوس.


اعترض اعداء غريغوريوس على قانونية انتخابه ولما رآى أن روح الانقسام والخصام قد دبّ ذهب إلى الامبراطور وجثا امامه طالباً أن ينسحب من منصبه فاستجاب الامبراطور لطلبه فخرج من عنده فرحاً وعاد إلى وطنه وقد كتب إلى أحد اصدقائه معبّراً عن فرحه بقوله "أني اقدّر فضل اعدائي عليّ ونعمة حسدهم لي. لانهم انقذوني من سدوم بابعادهم إياي عن اخطار الاسقفية". وضع اناشيد روحية وفسّر معنى اللاهوتي الحقيقي ولوصوله إلى الرؤية الالهية دُعي (بالثالوغوس) أي المتكلم باللاهوت، رقد بالرب سنة 388م. تاركاً مجموعة خطب ومواعظ ورسائل كثيرة تتكلم عن الثالوث الاقدس ووحدانية جوهره.


القديس يوحنا الذهبي الفم: ولّد في مدينة انطاكية سنة 344م. كان ابوه قائداً في الجيش الروماني وامه انثوسا من النساء الساميات في الاخلاق والمناقب المسيحية الرفيعة. توفي والده وهو طفل صغير. ارسلته امه إلى اعظم المدارس فنبغ في العلوم والفصاحة فكان محط آمال الكثيرين. انخرط في سلك الكهنوت وسامه البطريرك ملاتيوس شماساً عام 380م. وبعدما رقدت والدته هجر العالم وذهب إلى دير كاسوس ليقضي حياته في العبادة والصلاة والتأمل والتقشف، في عام 386م شرطنه فلافيوس اسقف انطاكية كاهناً على مدينة انطاكية فأخذ يعظ ويعلّم ويرشد الناس وتناولت عظاته كافة موضوعات الوعظ التفسيري (تفسير اسفار الكتاب المقدس) الوعظ العقائدي، الوعظ الجدلي والتعليم المسيحي والعظات الرعائية والرثائية وعظات المناسبات.


سيم رئيس اساقفة على مدينة القسطنطينية سنة 398م خلفاً للبطريرك نكتاريوس. اوقف حياة البذخ في قصره وحض الفقراء بعنايته فكانت اموال الوقف تذهب لانشاء المياتم والملاجئ للفقراء وانشاء المؤسسات الخيرية. كان كثير العناية بالطقوس الكنسية والترانيم الدينية، وهو الذي رتب طقس الذبيحة الالهية المعروفة باسمه إلى اليوم (قداس يوحنا الذهبي الفم).


حقدت عليه الملكة افدوكيا بسبب معارضته نصب تماثيل لها في ساحات العاصمة وخاصة التمثال الفضي الذي اقامته لنفسها ووضعته على عمود من الرخام مقابل كنيسة(آجيا صوفيا) فوُشي به إلى الملكة فاستصدرت أمراً ملكياً بإبعاده فكان الجند يرغمونه على السير حافي القدمين، عاري الرأس في جبال وعرة وتحت اشعة الشمس المحرقة وتحت المطر حتى وصل إلى مدينة كومان في البنطس منحط القوى غير قادر على الوقوف، وهناك َشعر بدنو ساعة انتقاله فصلّى وتناول جسد الرب ودمه وأسلم الروح سنة 407م. مخلفاً وراءه كثير من الرسائل والكتب، وقد بلغ عدد مؤلفاته 1447 مقالة و249 رسالة. وقيل انه كان اشهر معلمي المسكونة ولذلك لقّب بالذهبي الفم.
www.jordanorthodoxmonastery.com/Saints/Saint_Feb2007.doc -