بعض أعيادنا جاءت بها أحداث تاريخية. واحد منها هذا العيد المؤسس على حدثين، اولهما اكتشاف القديسة هيلانة ام القديس قسطنطين الكبير خشبة الصليب في اورشليم. اذ ذاك قام الأسقف مكاريوس ورفعه بيديه وبارك الشعب به0 والحدث الثاني ان ملك الفرس (ايران) خسرو غزا اورشليم السنة الـ 614 (قبل دخول العرب) واستولى على صليب السيد وحمله الى عاصمته المدائن حيث بقي 14 عامًا فاستردّه ملك الروم هرقل بعد ان دحر خسرو.
احتفالا بهذين الحدثين جاء العيد وفيه يطوف الكهنة بالصليب موضوعًا على صينية ومحاطًا بالرياحين او بالزهور فيتقدم في نهاية الصلاة السَحَرية المؤمنون ويقبّلون الصليب ويعطيهم الكاهن زهرة ليوحي ان فرح خلاصنا جاء بهذا الصليب. ثم يقام القداس وترتّل في القسم الأول من القداس “خلص يا رب شعبك” وعبارات اخرى تتعلق بصلب السيد.
الإنجيل كما تلاحظون من يوحنا يحتوي على سر الآلام. اما المعاني الروحية التعليمية ففي الرسالة وهي مأخوذة من الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس ونستهلها بهذه الكلمات: “ان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة (او حماقة). واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله”. ويفسر بولس سبب كلامه هذا اذ يقول: “أليس الله قد جهل حكمة الحكماء” ويريد بهم فلاسفة اليونان الذين كانوا يعتقدون ان الفلسفة قائمة على رؤية العقل وحده وان