جاورجيوس مطران جبل لبنان جبيل والبترون وما يليهما
"يسوع المسيح هو هو امسًا واليوم والى الأبد" (عبرانيين 13: 8)0 هو دائما مصدر القداسة0 ذلك انه وعدنا اننا "نثبت فيه وهو يثبت فينا"0 ونحن صرنا به "امة مقدسة"0 وهو يجعلنا له بالروح القدس0 لذلك تقيم الكنيسة في الأحد الواقع بعد حلول الروح القدس ذكرى لجميع القديسين0 نحن كل يوم من السنة نقيم ذكرى لقديس او اكثر0 ولكن في الملكوت قديسون لا نعرفهم ولم تعلن قداستهم رسميا0 فأردنا بإقامة هذا العيد ان نقول اننا مرتبطون بهم وانهم يشفعون لنا0
انهم اولا الرسل الاثنا عشر والأنبياء والشهداء ورؤساء الكهنة والنساك والأبرار (اي
الرهبان) والملائكة والذين لا يقعون في اية فئة من هذه الفئات كالعلمانيين العاديين0 هؤلاء جميعا توشحوا بالمحاسن الإلهية وبلغوا في الفضيلة مبلغا كبيرا وتطهروا بالآلام وجاهدوا جهادا موصولا0
الرهبان) والملائكة والذين لا يقعون في اية فئة من هذه الفئات كالعلمانيين العاديين0 هؤلاء جميعا توشحوا بالمحاسن الإلهية وبلغوا في الفضيلة مبلغا كبيرا وتطهروا بالآلام وجاهدوا جهادا موصولا0
القداسة يعلنها المجمع المقدس في اية بطريركية او كنيسة مستقلة0 ويكونوا قديسين محليين مثل القديس يوسف الدمشقي الشهيد في الكهنة الذي اعلن قداسته المجمع الأنطاكي المقدس او القديس سيرافيم من برية ساروف الذي طوبته الكنيسة الروسية0 واذا تبنت الكنائس كلها قديسا يكون للكنيسة الجامعة مثل الثلاثة الأقمار وانطونيوس وجاورجيوس ونقولاوس0
لا يشترط عندنا ان يكون القديس صانع عجائب، والذين قاموا بعجائب نسميهم صانعي عجائب0 اما الآخرون فنقدسهم بسبب طهارة حياتهم اذا لم يكن فيها شك او لسمو تعاليمهم اذا اقترنت بنقاوة السيرة0 قبل ذلك تدرس الكنيسة حياتهم دراسة دقيقة وتتيقن من عظمة هذه السيرة0 عند ذاك يتخذ المجمع المقدس قرارا بالتطويب، ويفوض احد الأدباء الروحيين ان يضع خدمة (صلاة غروب وصلاة سَحَر وطروبارية وما الى ذلك) وتوزع الخدمة على الأبرشيات فيقام العيد كل سنة0 ويرسم للقديس ايقونة نموذجية تكون واحدة في كل الكنائس0
القديسون نماذج لنا والتطويب لا تنحصر غايته في ان نطلب شفاعة هؤلاء ولكن في الأهمية نفسها ان نقتدي بهم0 واذا عرفنا سيرتهم ندرك انهم عاشوا مثلنا في هذا العالم وعرفوا التجارب والمحن، واستطاع الشهداء منهم ان يتحملوا آلاما لا توصف0 فاذا عبرت بنا محن شبيهة، نعرف اننا قادرون بالنعمة ان نتشبه بهم وان نبلغ نحن ايضا مرتبة القداسة0
هذه غير محصورة بالرهبان والكهنة ورؤساء الكهنة "لأن مشيئة الله قداستكم"، والذي قوّى هؤلاء ليصلوا الى ما وصلوا اليه قادر اليوم ان يحررنا من الخطيئة كما حررهم هم من الخطيئة0 انها هي العدو الوحيد لنا0
لا يجوز لأحد ان يقول ان حياتي الزوجية صعبة جدا فكيف أتقدس0 ولا يصح له ان يقول ان مهنتي تعرّضني لشتى التجارب فكيف لا اسقط0 ما من وضع عائلي او اجتماعي انت فيه يمنعك من اقتبال النعمة الإلهية النازلة عليك0 تسلح انت باليقظة والكلمة الإلهية وأعمال التقديس والأسرار الكنسية0 هذه كلها وسائل بمتناول يديك وتوصلك الى القداسة0
ما دام المسيح حيا فهو يمكنك ان تنفّذ ما قاله في الجهاد من اجل البر0 المسيح اقوى من كل محنة تعتريك واقوى من كل إغراء0 تحصن انت به ولا تيأس لو سقطت0 استرحم الله وانهض وانت قادر بنعمته ان تبقى ناهضا وان ترى نور المخلص هنا0 المهم ان ترغب في القداسة وان تعتبرها الغاية الوحيدة في حياتك0 أمّا اذا قلت في نفسك: "القداسة ليست لي"، فلن تسير نحوها0 لتكن القداسة مشتهاك الحقيقي الوحيد0 اذ ذاك تنزل اليك، وتصبح السماء مسكنك منذ الآن0