Friday, March 19, 2010

صلاة يسوع - القلبية
"صلوا بلا انقطاع" 1 تسالونيكي 5: 17 "
اسهروا وصلوا" متى 26: 41
الصلاة هي أسلوب التواصل بين الله والإنسان، فكلمة صلاة مشتقة من كلمة صلة ولكنها هي ايضاً ممارسة وحياة خبرة تتجاوز الكلام والشرح، فهي فعل محبة بينهما.
هي نتيجة طبيعية بين شخصين يرتاحون لبعضهم البعض. فموضوع الصلاة فارغ إذا لم أشعر بحقيقة حضور المسيح. كما ان الصلاة لا تحدد في وقت معيّن" اذا كنت تصلي فقط
عندما تصلي فأنت لا تصلي" لذا فالصلاة هي عملية مستمرة ترافقنا أينما ذهبنا وأينما كنّا ان كان من خلال تعاملنا وتصرفاتنا مع الآخر وان كان من خلال الصلاة القلبية او صلاة الرب يسوع.
" يا ربي يسوع المسيح ابن الله، ارحمني أنا عبدك الخاطئ" هذه الكلمات القلبية تؤلف الصلاة القلبية التي نرددها بالمسبحة.
قال الرب يسوع " متى صليت فادخل الى مخدعك وأغلق بابك وصلّ الى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" متى6: 6
عبارة ادخل الى مخدعك المقصود بها ادخل الى قلبك لتطهر من كل دنس وتنزع منه الأوساخ، أوساخ الأهواء كلّها واملأه من المحبة، لكن هذه الصلاة لا تمنعنا من الصلاة الجماعية. فالصلاة القلبية هي مركّزة الأكثر على القلب، هي صلاة داخلية. مصدرها من الإنجيل، من الكتاب المقدس (مثل الفريسي والعشار عندما يطلب العشار من الله أن يغفر له زلاته اللهم ارحمني انا الخاطئ. محورها الرب يسوع المسيح لأنه المخلص. هذه العبارة تلخص وتختصر علاقة الإنسان بالله فهي
تتميز:
ببساطتها: تمتاز بالبساطة لأنها قريبة وممكنة لكل إنسان مسيحي وتقود بساطتها الى اعمق أعماق سر التخشع وهي سهلة جداً: لكي نتعلم السباحة يتوجب في البداية ان ترمي نفسك في الماء كذلك في صلاة الرب يسوع عليك ان تبدأ بلفظ اسم الرب يسوع بوعي ومحبة والاسم يدل أو يمثل الشخص لذا في صلاتك تكون مركزا على يسوع وليس الاسم. ولا بدّ أن نذكر أن الصلاة بالمجمل تعلمنا الصمت :أي الانتباه والاصغاء، فهو يُسكت الأفكار والأهواء التي تبعدنا عن الله.
شموليتها: هذه الصلاة تُخفي في داخلها كامل الحقائق الانجيلية وهي تحتوي على اهم عمودين في الايمان المسيحي: سر التجسد وسر الثالوث. فهي تتكلم في البداية على طبيعتي المسيح الاله التام والانسان التام. على الطبيعة الالهية عندما تدعوه رباً وابن الله والطبيعة البشرية عندما نستدعيه باسمه البشري "يسوع" كما انها تشير الى الاقانيم الثلاث لأن الروح القدس مذكور ايضاً لانه لا احد يستطيع الاعتراف بان يسوع هو ابن الله الا بنعمة الروح القدس. أمّا الجزء الثاني فهي تتضمن لحظات التوبة والشعور بالخطيئة وعدم الاستحقاق. فالرحمة تأتي لتربط بين يسوع والانسان الخاطئ، ارحم أي اعفوا عني مجاناً دون مقابل. هناك حركة دائرية صاعدة ونازلة.
قوة اسم يسوع: عندما نذكر اسم احد، هذا الاسم يستدعي نفسه وكل ما ينطبق على الاسم البشري ينطبق أكثر على الاسم الالهي فمجد الله وقوته حاضران في اسمه ويعملان باستدعائه فالشياطين تُطرد وتختفي وأناس يتعافون باسم الرب يسوع. إلا أن الصلاة القلبية ليست سحراً لذا ترداده بوعي وذهن مركز مثبتين أفكارنا والترداد والتكرار عندما يتم بانتباه يجعل الصلاة داخلية وأكثر عمقاً. اذا ذكر اسم الرب يسوع ينقلنا الى عالم الله يُخرجنا من الواقع العالمي الذي نعيش فيه ليس لننفصل عنه ولكن لنعيش بروح الله.
تجميع الذات: في أوقات الصلاة، أفكارنا لا تهدأ عن السعي بقلق وبلا هدف كما تدور الذبابة بشكل ضائع أي نحن عاجزين عن ايقاف أفكارنا من الضياع والتشتت، نتذكر الماضي نخطط لما سنعمله فيما بعد.. ترداد صلاة الرب يسوع يمكنه ان يبعدنا بنعمة الرب، من التشتت ويوصلنا الى الوحدة الداخلية، وحدة ذهننا بفكرة واحدة باسم واحد "يسوع المسيح" وعوض ان نحاول افراغ ذهننا من الافكار السيئة من الأفضل أن نملأه بالأفكار الصالحة فصلاة يسوع اذن هي اسلوب عملي لكي نحيد عن الافكار التي تزعجنا.
طريقة ممارستها:
-المفضل ان تمارس بشكل مستمر " صلوا بلا انقطاع"
يكرس وقت محدد في النهار لممارسة هذه الصلاة

-ان تكون هذه الصلاة مقرونة بقراءة الإنجيل
-من المستحسن ان لا نجلس ، ان نقف ونصنع بعض السجدات، وان لا ننظر الى أيقونة محددة
-التمعن في الكلمات وتلاوتها بتمهل وليس بسرعة
* كيف نصلي صلاة الرب يسوع:
لذكر والدة الإله: "أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا"
لذكر قديس: " يا قديس الله _____ تشفع فينا"
الأحياء : " يا رب يسوع المسيح ارحم عبدك ______
الأموات: " يا رب يسوع المسيح أرح نفس عبك _______ وارحمه
والخلاصة
الصلاة هي ممارسة شخصية خبرة حياة ومرتبطة بكل حياة الإنسان تمر بالعقل لتصل إلى القلب. وتصير كل حياتنا وتصرفاتنا ومسلكنا صلاة متجسدة. فالصلاة محور أساسي في حياة المسيحي المؤمن تلازمه ليلاً نهاراً. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إذا لاحظت إنسان لا يحب الصلاة فاعرف في الحال أن ليس فيه شيء صالح أبدا. فالذي لا يصلح لله هو ميت بالروح"
و السبح لله دائما