Wednesday, November 18, 2009



عظة في عيد دخول
سيّدتنا والدة الإله إلى الهيكل
للأرشمندريت توما بيطار
دير مار يوحنا المعمدان – دوما، في 21 تشرين الثاني 2004
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
يا إخوة، اليوم تعيِّد الكنيسة المقدّسة لدخول سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة إلى الهيكل. كما لاحظتم الإنجيل الذي قُرِئ لا يشير إلى دخول والدة الإله إلى الهيكل. لا شيء أبداً في الكتاب المقدّس يحدّث عن هذا الدخول. ومع هذا كلّه فإنّ الكنيسة قد عيّدت هذا العيد وتبنّته جيلاً بعد جيل.
في "رعيّتي" اليوم، هناك بعض المعطيات التي تفسّر من أين أتى هذا العيد. لكنّ الأهم من المعطيات المكتوبة والتي منها أُخذ هذا العيد هو أنّ
والدة الإله، في وجدان الكنيسة، كانت تنتمي إلى الهيكل منذ أن كانت طفلة صغيرة. هذه الفكرة التي تمّ التعبير عنها بقصّة دخول والدة الإله إلى الهيكل، أساسها، إذاً، أنّ ربّنا لا يختار أحداً دون أن يكون عارفاً به حتى قبل أن يولد. في نبوءة إرميا، مثلاً، يقول ربّنا لإرميا: "قبلما صوَّرتُك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدَّستُك وجعلتك نبيّاً للشعوب". إذاً، هذا الاختيار هو اختيار منذ الأزل، لأنّ كل شيء عند ربّنا حاضر. ربّنا غير خاضع للزمن. لذلك هو يعرف كلّ ما يحدث قبل حدوثه. وفي الوقت نفسه هو ساهر على كلمته ليُجريها بحيث لا ترجع كلمته إليه فارغة. بكلام آخر، مقاصد ربّنا دائماً تتحقّق. لهذا نحن نقول عن ربّنا إنّه هو ضابط الكل. حتى شرور الناس التي لم يَبْتَدِعْها ربُّنا والتي هي من صنع الناس، حتى هذه، ربّنا يعرف، بحكمته الكبيرة، كيف يجعلها في خدمة مقاصده، كما حصل حين أراد فرعون مصر أن يضطهد الشعب العِبريّ الذي كان ربّنا قد اتّخَذه شعباً له. ففرعون كان، من حيث لا يدري، يتمّم مقاصد ربّنا بالرغم من أنّه كان يصنع الشرّ.


لا يمكن لأي إنسان في هذه الدنيا أن يقوى على الله. بالعكس ما يعمله الإنسان لمحاربة الله يتبيّن، في نهاية المطاف، أنّه في خدمة الله. لهذا السبب قيل إنّ الله هو الآخِذُ الحكماء بمكرهم.
إذاً، ربّنا كان عارفاً جيداً بكل ما سوف يأتي حتى قبل أن حُبِل بمريم والدة الإله في البطن. بهذا المعنى، الله هو الذي يهيّئ، بطرق هو يعرفها، ما سوف يحدث وكل ما يحدث في التاريخ، من منظار إلهي، يحدث في أوانه. كل شيء له أوان في هذه الدنيا. لا شيء إطلاقاً إلاّ وله وقتُه. الشتاء له وقت والصيف له وقت. الزراعة لها وقت والحصاد له وقت. الحياة لها وقت والموت له وقت. كل شيء يتمّ في أوانه وكل شيء يبلغ مَداه، إلى أقصاه، إلى نضجه. حتى الإنسان الشرّير لا تُقْبَض نفسه قبل الأوان، أي لا يُستَردُّ إلاّ بعد أن يُعطى الفرصة إلى المنتهى لكي يتوب. وإذا استغرق في خطاياه، فالله يصطبر عليه حتى يمتلئ كأسُ مآثمه. كذلك الأمر مع الإنسان البار الصدّيق. هذا يصطبر الربّ عليه حتى ينضج وحتى يأتي بثمار كثيرة. وحين يأتي الأوان، فإنّ الله يقطف هذا ويقطف ذاك، لأنّ كل شيء في يده وليس شيء إطلاقاً خارج تدابيره ومقاصده.
إذاً، والدة الإله كانت في قلب الله منذ البدء. وبما أنّ هناك أموراً عديدة في الكنيسة يُعبَّر عنها بالأقصوصة أي بالخبريّة، لأنّه ليس كل الناس يفهمون الكلام المجرّد، فقد ورد موضوع "العيد" اليوم بشكل قصّة. الشعوب التي ليست على درجة عالية من العلم، على طريقة الإغريق، أي على طريقة التجريد الفكري، هؤلاء يتعلّمون الأشياء عن طريق الخبريّة أو القصّة. لهذا السبب سَرى في زمن الربّ يسوع وبعد ذلك وقبل ذلك أنّ الكثير من التعليم للناس يتمّ بالقصّة. الحكمة يتعلّمها الواحد بالقصّة. طبعاً نحن نعرف أنّ الربّ يسوع استعمل أسلوب الأمثال ليعلّم الجموع. إضافة إلى ذلك أسلوب القصّة أغنى بكثير من الفكرة المجرّدة لأنّنا حين نقول إنّ واحداً زائد واحد يساوي إثنين، فإنّنا نكون قد انتهينا عند هذا الحدّ. بينما المعاني الإلهية لا تُسْتَنْفَد إطلاقاً. لذلك المعاني الإلهية لا يمكن حصرها إطلاقاً بأفكار مجرَّدة.
أسلوب القصّة أو الخبريّة أسلوب قابل لأن يستوعب المعاني الإلهية بشكل أفضل بكثير من التفكير المجرَّد. القصّة دائماً ما توحي. وإذ يقرأها الواحد منّا يجد فيها دائماً أعماقاً لم يسبق له أن سبرها، أي نزل فيها. دائماً هناك معانٍ جديدة. نحن نقرأ مَثَل الابن الشاطر منذ ألفَي سنة، وحتى الآن لا زال لدينا شيء جديد نقوله في شأنه، لأنّ القصّة شبيهة بالمرآة، فالواحد حين ينظر في المرآة فهو لا يرى زجاجاً، بل يرى صورة عن نفسه. كذلك الأمر بالنسبة للقصّة، فحين يقرأها الإنسان فهو يرى فيها صورة ما في داخله، ما في نفسه. ولهذا السبب كانت القصّة تُستعمَل في كل زمن وهي أعمق بكثير من أسلوب المخاطبة المجرَّدة بين الناس. بهذا المعنى القصّة التي وردت عن والدة الإله ودخولها إلى الهيكل لا نسأل في شأنها إن كانت صحيحة أم لا. اليوم نحن نسأل هذا السؤال لأنّ عقولنا صارت مُبَرمجَة على أساس المعطيات التاريخية. أمّا عند القدامى فلم يكن هذا الموضوع مطروحاً بهذه الطريقة. لذلك حين يقرأ الواحد منّا ما ورد عند آبائنا القدّيسين في شأن دخول والدة الإله الفائقة القداسة إلى الهيكل، لا يجد لديهم هاجساً مرتبطاً بكون هذه الخبريّة صحيحة أم لا أو ما إذا كان لها أساس تاريخي أم لا. تركيزهم الأساسي هو على المعنى الذي وَرَد. وقد كانوا يَقبلون هذه القصّة لدرجة أنّ أحدنا يعتبر كأنّهم ما كانوا مدركين أنّ هذه القصّة لا تنطبق تماماً على المعطيات التاريخية التي نعرف عن الهيكل وأصول تعاطي اليهود، سواء أكانوا كهنة أم لاويّين أم عاميّين، مع الهيكل. آباؤنا ما كانوا أغبياء أبداً ولم يكن ينقصهم العِلم. لكن هاجس العِلم الذي كان مستحوذاً على عقولهم كان، بالدرجة الأولى، أن يتعلّموا كلمة الله كما شاء الربّ الإله أن يَبُثّ المعاني التي أرادها فيها. همّهم الأساسي كان أن يقتنوا فكر الله كما قال الرسول بولس: "إننا نحن عندنا فكر المسيح". لذا ليس المهم فقط أن يقرأ الواحد منّا الكتب المقدّسة، الأهمّ أن يقرأها بفكر المسيح، أي كما شاءها الربّ الإله وكما أراد أن يبثّها في هذه الكتب المقدّسة. هذا هو الأساس. واقتناء فكر المسيح كان مرتبطاً بكون الإنسان الذي اقتنى هذا الفكر قد سلك أيضاً في الوصايا الإلهية واقتنى روح الربّ القدّوس، بحيث أنّ روح الربّ القدّوس الذي يقيم فيه هو والذي سَبَق أن أقام في الكتب المقدّسة – لأنّ كل الكتب المقدّسة موحىً بها من الله – روح واحد. هذا يجعل إمكانية قراءة الكتاب المقدّس قراءةً صحيحة واردةً، وذلك لأنّ الواحد، إذ ذاك، يقرأ فكر الله بفكر الله الذي يكون قد أقام فيه بروح الربّ بعد أن يكون قد سلك في الوصايا الإلهية.
إذاً، ما نقرأه نحن كان آباؤنا يقرأونه بهذا الفكر، بهذا الوجدان. لماذا هناك اليوم بلبلة لا نهاية لها في الدنيا؟ أتكلّم على صعيد الجماعات المسيحية. لأنّه ليس لديهم الوجدان نفسه والفكر نفسه. ليسوا كلّهم يقرأون بوجدان الكنيسة، بفكر المسيح. قد يَدّعون ذلك، لكن الواقع هو غير ذلك. أما نحن فنقرأ كلّ ما ورد كما قرأه آباؤنا القدّيسون. نقرأه بالذهن نفسه والفكر نفسه والخبرة نفسها. لأنّه إن لم يكن الواحد منّا ليختبر ما اختبره آباؤنا، إن لم يكن ليختبر الحياة مع الله بالطريقة التي اختبرها آباؤنا، فإنّه من المستحيل أن تصير هناك وحدة فكر بينه وبينهم. علينا أن نسلك كما سلكوا هم، وذلك حتى نقتني فكراً كفكرهم. وحين يصبح لدينا فكر كفكرهم، إذ ذاك يصبح بإمكاننا أن نقرأ ما قرأوه هم بالطريقة نفسها. هذا لا يعني أنّ كل الناس يجب أن يتكلّموا بعضهم كالبعض الآخر تماماً. لا أبداً. نحن لسنا آلات تسجيل. هناك تماثُل في الفكر الذي اقتنيناه في كنيسة المسيح. لكنّ هناك تنوُّعاً وتعدُّدية ضمن وحدة الفكر هذه. فكما أنّ لكل واحد منّا وجهه الخاص وكلّنا بشر، كذلك الأمر بالنسبة للذين يقتنون فكر المسيح. هؤلاء يكون لديهم فكر واحد ولكن، في الوقت نفسه، تكون لكلّ منهم شهادة أو كلمة خاصة يؤدّيها، وهذه مميَّزة عن شهادة الآخرين. لا أحد يؤدّي شهادة طبق الأصل عن الآخرين. لكل واحد مساهمته الخاصة واقتباله الخاص.
إذاً، نحن نقرأ وعلينا أن نقرأ، ولكن بفكر المسيح، بفكر الآباء القدّيسين، بفكر الكنيسة، وإلاّ وقعنا وصرنا جزءاً من هذا البلبال والفوضى الفكرية والدينية المستشرية سواء بين الجماعات المسيحيّة أو خارجها. ما يضبط الأمور هو روح الربّ، وحتى نقتني نحن هذا الضبط نحتاج أولاً لأن نقتني روح الربّ. لهذا نحن لا دور آخر لدينا غير الدور الذي يوحي به روح الربّ في القدّيسين وفي كنيسته.
إذاً، هذه القصّة، قصّة والدة الإله ودخولها إلى الهيكل، هي مجرّد قصّة، ولا تنتمي – إذا أردنا أن نستعمل تعبيراً حديثاً – إلى التاريخ بمعناه الراهن. لكنّها تحمل معنىً جليلاً في حياة الكنيسة. قالوا إنّها دخلت إلى الهيكل حين كانت في الثالثة من العمر. القصد هو أنّها منذ الطفولية كان ربّنا قد التزمها بالكامل. والقصّة تقول إنّها أقامت في قدس الأقداس. وما معنى قدس الأقداس؟ قدس الأقداس، بحسب ترتيب الهيكل، هو أقدس مكان في الهيكل. كان هناك ترتيب في الهيكل، وقدس الأقداس كان المكان الذي يسكن فيه الله. عند اليهود لم يكن الله في كل مكان كما هو اليوم، بل إنّ ربّنا اختار مكاناً سكنَ فيه على الأرض. هذا المكان هو الهيكل، وفي الهيكل هذا المكان هو قدس الأقداس. إذاً، حين تقول القصّة إنّ مريم أقامت، منذ الطفولية، في قدس الأقداس، فهذا معناه أنّها كانت مقيمة في كبد الله منذ الطفولية. الله اتّخذها والتزمها وتبنّاها منذ الطفولية بالكامل. وتقول القصّة أيضاً إنّ ملاكاً كان يأتي ويطعمها. طبعاً هناك قصص عديدة كقصّة إيليا النبيّ، كان فيها الملاك يأتي ويُطعم أخصّاء الله كما أطعَم إيليا. لكنّ الموضوع هنا هو أنّ ربّنا أنشأ مريم هذه على الإلهيات. لأنّه حين يأكل الواحد من الخبز النازل من فوق، فهو يغتذي بطعام إلهي. ومريم اغتذت بهذا الطعام الإلهي منذ الطفولية. لا نظنّنّ أبداً أنّ ربّنا قد سحبها من كنف أمّها وأبيها ومن الجوار الذي كانت تعيش فيه ووضعها عنده في الهيكل وحجَزَ عليها وربّاها على طريقته بالكامل منعزلة عن بقيّة الدنيا. الحقيقة أنّ مريم وُلِدَت في بيت بار. ففي التاريخ كان هناك أناس أخيار وأناس أشرار. فمريم نشأت في بيئة عائلية لا شكّ أنّها كانت بارّة. فأمّها وأبوها يواكيم وحنّة اللذان هما قدّيسان في الكنيسة كانا بارَّين. ففي هذا الجو فعَلت نعمة ربّنا بمريم. تكمَّلت نعمة الله بما فعله يواكيم وحنّة لجهة تنشئة مريم على التُقى والبِرّ والقداسة. لذلك مريم هي زهرة البشرية. هي مختارة الله ولكنّها زهرة البشرية في آن. وطبعاً إنّ كَوْنَ يواكيم وحنّة بارَّين معبَّر عنه أيضاً في القصّة، إذ تقول إنّهما أتيا بابنتهما وقدَّماها للهيكل، قدَّماها لله، أراداها نذيرة لله، لأنّها من الأصل عطيّة من الله. يواكيم وحنّة كان عندهما عُقر ولم يكن ممكناً لحنّة أن تُنجب كما تُنجِب النساء عادةً بصورة طبيعية تلقائية. فربّنا حلّ هذا العُقر، عقر حنّة. طبعاً مريم أتت نتيجة التلاقي بين يواكيم وحنّة، ولكن في إطار النعمة الإلهية التي التزمتهما وأعطتهما أن يُنجبا هذه الفتاة مريم التي أضحَت أُمّاً لابن الله.
إذاً، علينا أن ننظر إلى الأمور دائماً باعتبار أنّ هناك تعاوناً بيننا وبين ربّنا. ربّنا لا يعمل لوحده. هو لا يريد أن يعمل لوحده، ليس لأنّه غير قادر بل لأنّه لا يريد. ثمّ في الوقت نفسه الذي يعمل هو فيه يريدنا نحن أن نتعاون معه. وبما أنّه قادر على كل شيء فهو يعرف كيف يدخل وينسلّ في ضعفات الناس حتى يصل. فإذا ما كان لدى البشر من الحنكة أحياناً ما يكفي ليتمكّنوا من التسلّل عبر ضعفات الآخرين ليُبَلِّغوا الآخرين إلى نتائج طيّبة، فإنّ ربّنا قادر على ذلك من باب أولى. إذاً، ربّنا كان، بمعنىً من المعاني، متّكلاً على تعاون يواكيم وحنّة كما اتّكل فيما بعد على تعاون مريم نفسها لمّا أرسل لها رئيس الملائكة جبرائيل وأرادها أن توافقه على قصده، إذ أتى ليقول لها ما هو قصد ربّنا وأنّها سوف تحبل من دون رجل وقد كانت النتيجة أنّها قبلت وقالت له: "ليكن لي بحسب قولك". الأمر نفسه الذي حدث مع مريم حدث أيضاً مع يواكيم وحنّة، إذ تقول القصّة إنّهما قدَّماها وفرحا جداً بأنّها، لمّا استقبلها زخريا بن بَرَخيا، مشَتْ معه ولم تنظر إلى الوراء. لم تتطلّع إلى أبوَيها وكأنّها متعلِّقة بهما. لا أمّها وأبوها كانا متعلِّقَين بنفسيهما ولا هي كانت متعلِّقة بهما، بل الكل كان متعلِّقاً بالله. وهذا مُعَبَّر عنه جيّداً في هذه القصّة اللطيفة البسيطة. ثمّ، بعد ذلك، حين مشَتْ مريم مع زخريا، فإنّ الشيء الجميل الذي حدث هو أنّها دخلت في شيء من الوجد، أي في شيء من نشوة الإقامة في هيكل الله. وهذا مُعَبَّر عنه في القصّة بأنّها أخذت ترقص. يُقال عن مريم ابنة الثلاث السنوات إنّها أخذت ترقص. إذاً القصّة، في ذاتها، تتخطّى المعطيات التاريخية والعقلية لأنّها تحمل معانٍ إلهية جميلة جداً وتحملها بشكل قصصي تعبيريّ مهما قرأناها لا يمكننا أن نستنفدها. لهذا بقيت هذه القصّة في كنيسة المسيح جيلاً بعد جيل، ولا زلنا إلى اليوم نحتفل بهذا العيد لأنّنا لا زلنا إلى اليوم نحتفل بأنّ مريم اتّخذها الربّ الإله. دخلت في قلب الله وأدخلت البشرية جمعاء لمّا قالت النّعَم والآمين واقتبلت أن ينزل روح الربّ القدّوس ويُخصب حشاها وأن تُنجب ابن الله المتجسِّد، الربّ يسوع المسيح، الذي جعل رابطاً عضوياً بيننا وبين الله، حتى إنّ الله أقام فينا وبتنا نحن بالربّ يسوع مقيمين في أحشاء الله. بهذا تمّ هذا الوصال وتمّ هذا القصد الإلهي الذي كان في قلب الله وفي فكر الله منذ البدء والذي تحقَّق في أوانه، وهو يتحقَّق أيضاً في أوان كل واحد منّا، لأنّ كل واحد منّا مُعطى أن يختبر شيئاً مما خَبِرَتْه مريم، أن يدخل هيكل الله، قلب الله، حتى نكون جميعاً في شركة واحدة، في شركة روح الربّ، حتى نصير جميعاً عائلة للآب.
فمَن له أذنان للسمع فليسمع.