يدعى السبت الذي قبل مرفع اللحم بــ “سبت الأموات”. كل سبت هو مخصص للأموات ولكن يوجد سبتان متميزّان ليتورجياً أولهما الذي ذكرناه سابقاً والثاني هو الذي يقع قبل أحد العنصرة.
يسأل البعض لماذا هذه الذكرى مادام كل سبت هو للأموات؟ طبعاً كل سبت يصح فيه ذكر الأموات ولكن هناك من مات في البحر أو غريب أو فقير ولم يقم أحد بالصلاة على روحه، لذلك خصصت الكنيسة لهم ولكل الأموات في هذا اليوم صلاة عن أرواحهم، فنقول في طلبة التريصاجيون لسبت الأموات: “…. وإخوتنا، وآبائنا، وأجدادنا، والذين سبقوهم المتوفيّن في أي مكان وبأي نوع من أنواع الميتات المتعددة”.
سبت الأموات الحالي يقع قبل أحد مرفع اللحم أو ما نسميه أحد الدينونة، أي مجيء المسيح الثاني، لأن أمواتنا لم يحاكموا بعد، فنذكرهم اليوم ونطلب رحمة الله العظمى الغير محدودة، ونطلب من الله بهذا الصلاة أن يريحهم، وبالوقت ذاته نتذكر نحن الموت ونذكّر أنفسنا بالتوبة.
حتى لو مات إنسان صالح فاذهب وقدم له صلاة وبخور وشمعة لأن الله سيقبل هذه التقدمة ويقدم بدلاً منها رحمة. والحالة تشبه حالة أب لديه طفل مريض ولا يستطيع أن يفعل شيء سوى أنه يصلي للرب ويقدم شمعة وبخوراً، والله يسمع صلاته ويقبل تقدمته فيريح ابنه أو يخفف عنه، الأمر ذاته مع الموتى، هم لا يستطيعون أن يقدموا شيء بسبب مرضهم أو موتهم (للموتى) فيساعدهم أصدقاؤهم وأحباؤهم وأقرباؤهم مقدّمين باسمهم صلاةً للرب العلي كي يخفف ألمهم.
لذلك يجب أن لا نقلل من أهمية الذكرانيات والصلوات
للموتى، والأهم ذكرهم في القداس الإلهي أمام الرب.
http://www.almanarah.net/wp/?p=1667