Thursday, September 8, 2011

 مسيحيو الشرق والانتفاضات العربية — محمد السماك

جريدة الاتحاد

 يبدو مسيحيو الشرق في حيرة من أمرهم إزاء الانتفاضات الثورية التي تجتاح العالم العربي. وتنطلق هذه الحيرة من أمر بوجهين متكاملين. الوجه الأول هو أن هذه الانتفاضات تثور على بعض الأنظمة الاستبدادية العربية. وأنها تحاول استعادة حقوق الإنسان العربي في الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية العامة الأخرى، ومن بينها حق المشاركة في صناعة القرار الوطني.
 ويعاني مسيحيو الشرق، كما يعاني مسلموه، من استبداد تلك الأنظمة ومن انتهاكاتها المتمادية لحقوقهم الأساسية، ولذلك فإنهم لا يستطيعون من حيث المبدأ إلا أن يكونوا إلى جانب هذه الانتفاضات الثورية، بل في أساسها. وثمة سوابق تاريخية ثلاث مماثلة: الانتفاضة العربية ضد التتريك، والانتفاضة العربية ضد الاستعمار الأوروبي (الفرنسي والبريطاني)، والانتفاضة العربية ضد الاحتلال الصهيوني.