Thursday, July 28, 2011

حول الانفصال عن الله: مختارات من البوق الإنجيلي 
مكاريوس معلّم باتموس 
نقله إلى العربية الراهب أثناسيوس الدمشقي
       إنني قد طالعت كتاب أعمال الرسل فوجدت فيه كلاماً مسطراً عن بولس المطوّب. أنّه لما عزم على السفر من كورنثوس، سبّب للمؤمنين تأسفاً على فراقه وتحسراً عظيماً، وجلب عليهم غماً وألماً جسيماً.
حتى أنهم انطرحوا منكبّين على عنقه، وطفقوا يطلبون إليه ببكاء جزيل وعبرات غزيرة، ألاّ يدعهم خائبين من مشاهدته. فوعدهم بحضوره لعندهم. فبالنسبة إلى هذا الأمر اعتبر حالَك أيها الخاطئ التعيس المنكود حظه.
يا ليت شعري إذا كان فراق أحد الرسل قد أضرم في قلوب المؤمنين نيران الحزن والغم بهذا المقدار، فكيف تكون حالتك إذا انفصلتَ، ونأيتَ، ولا أعني بقولي عن انفصالك من أهلك وأقاربك، ولا عن افتراقك من خلانك وجيرانك، ولا عن مفارقتك للملاك الحافظ نفسك، ولا عن ابتعادك من بقية الطغمات الملائكية، ولا عن انفصالك من مرافقة جمهور الأنبياء،