كيف نقترب من القديسين؟
بقلم الأرشمندريت المتوحِّد أليشع رئيسُ دير سيمونوبترا، الجبل
المقدَّس - آثوس
قالَ أحدُ رؤساءِ الكهنةِ المعاصرينَ الكثيريِ الحكمةِ، القولَ التالي إنَّها لَشجاعةٌ جدًّا أنْ توجدَ: "وتعيشَ بقربِ أَحدِ القدِّيسين فهذا يتطلَّبُ تواضعًا وصلاةً دؤوبة". أنا أوافقُهُ الرأيَ بالمطلق، ولكنْ، لأيِّ سبب؟ القدِّيسُ يكونُ في حالةٍ ساميةٍ مقابلَ الذي لايزالُ بعدُ مجاهدًا، ويحاولُ الاقترابَ من خطوطِ التَّماسِ مع الله. فالقدِّيسُ قدِ امتلَكَ فكرَ المسيحِ ويقودُهُ الروحُ القدس. وبالتالي،يظهرُ، مرَّاتٍ كثيرة، بحالةٍ يصعبُ فهمُها، في كيفيَّةِ تفكيرِه وكيفيَّةِ عملِه. بالطبع، هو ليسَ متحرِّرًا من الأهواءِ المعروفةِالمشتركة، من حاجتِهِ إلى النوم، والطعام، والأحاسيسِ الجسديَّة. ولا يتزيَّنُ أيضًا بمواهبِ اللهِ جميعِها، طالما أنَّه، بحسبِخاصِّيَّةِ الطبيعةِ البشريَّة، يقبَلُ ملءَ المواهبِ الخاصَّة، كما يُحلِّلُ القدِّيسُ البارُّ مكسيموس المعترف بعمقٍ وبرؤيةٍ ثاقبة. ولكنَّالقدِّيسَ يختلفُ عمَّن ليسَ قدِّيسًا في مواجهتِهِ للأهواءِ الطبيعيَّةِ المشتركة. وهذه المواجهةُ تكونُ دائمًا حسبَ مشيئةِ اللهِ وتعملُعلى مستوى الروح.