Monday, March 21, 2011

إن ذكر مريم يرتبط إرتباطاً وثيقاً بعلاقتها بإبنها الوحيد وبالأحداث الخلاصية التي كانت شاهدة لها. ولا ذكر في الإنجيل لمريم من دون إبنها. ذلك ان الإنجيل هو "إنجيل يسوع المسيح إبن الله" كما ورد في فاتحة إنجيل مرقس الرسول. فالشخص المحوري هو يسوع المسيح ومريم هي ضمن إطار هذا الحوار. لذلك التقليد الارثوذكسي لا يرسم والدة الاله بمفردها، هي دائماً مع إبنها ونحن نكرّمها لأنها ولدة الاله، والدة يسوع، وهمها أن تدفعنا إلى ابنها. هناك فقط أربع أيقونات ترسم فيها والدة الإله من دون السيد:    

1- أيقونة ميلاد السيدة، حيث ترسم طفل مقمّط في سرير .
2- أيقونة دخولها الى الهيكل؛ مع والديها يواكيم وحنة .
3- أيقونة القديسة حنة؛ حيث ترسم الطفلة، مريم، على ساعديها.
4- أيقونة البشارة؛ ترسم على الباب الملوكي إشارة أنها الباب الذي دخل منه الله

وسكن بين البشر بتجسد المسيح يسوع. الروح القدس ممثل بشكل حمامة تبثق من النور الذي لا يدنى منه، وهو متجه نحو والدة الاله بواسطة شعاعات تتكاثف نحوها وتنحصر فيها، مريم تنتصب بخشوع، حاملة بيدها اليسرى مغزلاً ومكباً من الصوف : " كما يعطي الغنم صوفه ليلبس الناس، كذلك تعطي العذراء جسدها ودمها ليبلس ابن الله الازلي ثوبه الانساني". إنها تحني رأسها، لا تواجه الملاك، تومىء قائلة: " ها أنا أمة للرب ليكن
بحسب قولك. ( لوقا 26:1-38
)

الملاك يحيّي ويؤدي الرسالة. وكأن به، في وقفته هذه، في حركة مستمرة ثابتة. إنه الملاك جبرائيل واسمه يعني قوة الله وجبرؤوته الذي يرتعد لرؤيته الأنبياء. تعتريه الدهشة أمام فتاة الناصرة التي سمت على السارافيم والشاروبيم. والمظلة الالهية معبّر عنها في القماشة المرمية على البرجين وراء الملاك ومريم. القماشة رمز خيمة الاجتماع حيث يقابل يهوه شعبه في العهد القديم(خروج22:25) وبما أن مريم هي تابوت حي لله، فحضور العلي يغمر الجو الذي توحيه اللوحة ويفرض الاحترام والخشوع. قد يرمز البرجان إلى العهدين القديم الجديد المجتمعين في مريم.

" من يستطيع أن يقدّر هذا الفرح ومن يستطيع أن يفيه حقّه؟ من لا يريد أن يقتنيه، ومن لا يتعطّش له؟" فيا للعجب ان الإله خالط البشر. والغير المتحيّز حل في الحشا.
إزاء حلول  ملء الزمن في العذراء مريم لا يسعنا إلا أن نذيع مسبّحين الاله العلي بذاك النشيد:

" اليوم ينكشف السر الذي قبل الدهور وابن الله يصير ابن البشر لكي انه باتخاذه يهبني الأفضل. لقد خاب آدم قديماً فلم يصر الهاً كما كان قد اشتهى فصار الاله انسانا لكي يصير آدم الهاً. فلتبتهج إذاً الخليقة وتتباشر الطبيعة لأن رئيس الملائكة انتصب لدى العذراء باحتشام وقدّم لها الفرح عوض الحزن. فيا الهنا الذي بتحنّن مراحمك تأنّست المجد لك. ( القطعة على ذكصا كانين الإينوس).
http://www.mjoa.org/cms/index.php?option=com_content&view=article&id=2910:2010-03-09-05-58-00&catid=66:2008-04-01-21-27-05&Itemid=90