الصوم عموميته
فائدته روحانيته
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
عمومية الصوم: لا يقتصر الصوم علي كونه جزءاً اساسيا من العبادة .. بل أنه معروف في كل ديانة. حتي في الديانات الوثنية والبدائية. والتي لا تؤمن بالوحي. مما يدل علي أنه بلاشك كان معروفاً منذ القدم قبل أن يفترق الناس.
والذي يقرأ عن البوذية والبراهمية والكنفوشيوسية. وعن اليوجا أيضا. يري أمثلة قوية عن الصوم. وعن قهر الجسد لكي تأخذ الروح مجالها. والصوم عندهم تدريب للجسد وللروح أيضا.
في حياة المهاتما غاندي الزعيم الروحي الأشهر للهند
نري الصوم من أبرز الممارسات الواضحة في حياته. وكثيرا ما كان يواجه به كل المشاكل السياسية والاجتماعية التي وقفت ضده في حياته. وقد صام مرة حتي قال الأطباء أن دمه قد بدأ يتحلل.
وبالصوم اكتشف اليوجا بعض طاقات الروح
تلك الطاقات التي كانت محتجبة وراء الاهتمام بالجسد. وقد عاقها الجسد عن الظهور. ولم يكتشفوها إلا بالصوم. ويري الهندوس أن غاية ما يصلون إليه من جهة مستقبلهم الأبدي. هو حالة "النرفانا" أي انطلاق الروح من الجسد للاتحاد بالملأ الأعلي وهذه لا يمكن أن يدركوها إلا بالنسك الشديد والزهدو الصوم. ويرون أن الروح تنطلق من رغبات الجسد ومن سيطرته. بتدريبات شديدة من الصوم. لكي تصبح روحا قوية تصل إلي بعض طاقاتها الطبيعية التي تنمو وتصل الي مستوي معجزي أو فائق الطبيعة. وكثير من الناس لا يكتفون بالأصوام العامة المقررة عليهم. بل أنهم يفرضون علي أنفسهم أصواما خاصة في مناسبات معينة في حياتهم. وأمام اشكالات خاصة يرون أنها لا تحل إلا بالصوم.
في الصوم يتذلل الانسان أمام الله. ويطلب رحمته وتدخله
وذلك حينما يري الأبواب مغلقة أمامه ويري مفتاحها هو الصوم بالصوم يصرخ القلب المنسحق إلي الله. فيسمع الله ويستجيب.. فترة الصوم هي أيام يقترب فيها الناس إلي الله. ويشعرون بقرب الله منهم. يستمع إلي حنينهم والي أنينهم. ويعمل.. ان صراخ القلب الي الله. يمكن أن يصدر في أي وقت. ولكنه في فترة الصوم يكون أعمق وأصدق ويكون أقوي. ذلله لأن الناس. حينما يكونون منصرفين الي رغباتهم وشهواتهم. ومنشغلين بالجسد والمادة. فإنهم يشعرون بأنهم بعيدون عن الله. وليست لهم دالة يطلبون بها شيئا. ولكنهم في الصوم يشعرون بالقربي. فيطلبون.
فوائد الصوم
نري الصوم من أبرز الممارسات الواضحة في حياته. وكثيرا ما كان يواجه به كل المشاكل السياسية والاجتماعية التي وقفت ضده في حياته. وقد صام مرة حتي قال الأطباء أن دمه قد بدأ يتحلل.
وبالصوم اكتشف اليوجا بعض طاقات الروح
تلك الطاقات التي كانت محتجبة وراء الاهتمام بالجسد. وقد عاقها الجسد عن الظهور. ولم يكتشفوها إلا بالصوم. ويري الهندوس أن غاية ما يصلون إليه من جهة مستقبلهم الأبدي. هو حالة "النرفانا" أي انطلاق الروح من الجسد للاتحاد بالملأ الأعلي وهذه لا يمكن أن يدركوها إلا بالنسك الشديد والزهدو الصوم. ويرون أن الروح تنطلق من رغبات الجسد ومن سيطرته. بتدريبات شديدة من الصوم. لكي تصبح روحا قوية تصل إلي بعض طاقاتها الطبيعية التي تنمو وتصل الي مستوي معجزي أو فائق الطبيعة. وكثير من الناس لا يكتفون بالأصوام العامة المقررة عليهم. بل أنهم يفرضون علي أنفسهم أصواما خاصة في مناسبات معينة في حياتهم. وأمام اشكالات خاصة يرون أنها لا تحل إلا بالصوم.
في الصوم يتذلل الانسان أمام الله. ويطلب رحمته وتدخله
وذلك حينما يري الأبواب مغلقة أمامه ويري مفتاحها هو الصوم بالصوم يصرخ القلب المنسحق إلي الله. فيسمع الله ويستجيب.. فترة الصوم هي أيام يقترب فيها الناس إلي الله. ويشعرون بقرب الله منهم. يستمع إلي حنينهم والي أنينهم. ويعمل.. ان صراخ القلب الي الله. يمكن أن يصدر في أي وقت. ولكنه في فترة الصوم يكون أعمق وأصدق ويكون أقوي. ذلله لأن الناس. حينما يكونون منصرفين الي رغباتهم وشهواتهم. ومنشغلين بالجسد والمادة. فإنهم يشعرون بأنهم بعيدون عن الله. وليست لهم دالة يطلبون بها شيئا. ولكنهم في الصوم يشعرون بالقربي. فيطلبون.
فوائد الصوم
الفوائد الروحية للصوم كثيرة جداً:
- فهو فترة مناسبة للتوبة. ولمراجعة النفس فيما تفعله. وتقرير البعد عن كل ما يغضب الله. لكي يكون الصوم مقبولاً عنده. هي اذن فترة مصالحة مع الله يبدأها الانسان بصومه. وحبذا لو استمر فيها بدون عودة الي الاخطاء.
- والصوم أيضا فترة لمزيد من الصلوات والتسابيح. سواء في ذلك الصلاة الخاصة. أو الصلوات العامة في بيوت الله.
- والصوم هو دعوة عامة لضبط النفس ليس من جهة الطعام فقط. انما أيضا ضبط اللسان والحواس. وما يدور في القلب والفكر من مشاعر ونيات وأفكار. والتدرب علي رفض كل ما هو خاطيء.
- وفي الصوم يشعر الانسان بضعف جسده. فتبعد عنه كل خواطر العظمة والكبرياء. واذ يشعر بالجوع. فإنه أيضا يحن ويشفق علي الجياع والفقراء ويعطيهم. وما أكثر الفوائد الروحية في الصوم. لا نحصيها. يكفي اختبار الصوم فترة مثالية يتدرب فيها الصائم علي حياة البر والفضيلة.
أما فوائد الصوم للجسد. فهي عديدة أيضا..نذكر في مقدمتها أنها فترة راحة لبعض أجهزة الجسد:
الصوم فترة تستريح فيها كل أجهزة الجسم الخاصة بالهضم والتمثيل الغذائي. كالمعدة والأمعاء والكبد والمرارة. هذه التي يرهقها الأكل الكثير. والطعام المعقد في تركيبه. وبخاصة الأكل والشرب المتواصلين واللذين في غير مواعيد منتظمة. كمن يأكل ويشرب بين الوجبات. وكما يحدث في الضيافات. وفي تناول المسليات والمشهيات وما أشبه. فترتبك أجهزته. إذ يدخل فيها طعام جديد يحتاج الي هضم. علي طعام نصف مهضوم. علي طعام أوشك أن ينتهي هضمه..! أما في خلال فترة الانقطاع عن الطعام. فتستريح أجهزة الجسم هذه. وبخاصة المعدة التي هي بيت الداء.
ومن فوائد الصوم أيضا أن يتخلص الصائم من البدانة والترهل.
ومن السمنة التي يحمل فيها الانسان كمية من الشحوم والدهون ترهقه. وتتعب قلبه الذي يضطر أيضا أن يوصل الدم إلي مساحات إضافية. وإلي كتل من الأنسجة فوق المعدل الذي أراد له الله أن يعوله.. بالاضافة الي ما تسببه السمنة من أمراض عديدة للجسد. فيصر الأطباء من أجل صحة الجسد علي انقاص وزنه. ويضعون له حكما لابد أن يسير عليه يسمونه الرجيم Regime ويأمرون الشخص البدين الذي يعتبرونه مريضاً بأن يضبط نفسه في الأكل. بعد أن كان يأكل بلا ضابط!
- ان الصائم الذي يضبط نفسه. لا يحتاج إلي رجيم.
ليت الانسان يصوم بهدف روحي من أجل محبته لله.. وسينصلح جسده تلقائيا أثناء صومه. فهذا أفضل من أن يصوم بأمر الطبيب لانقاص وزنه
لعل هذا يذكرني بالتي تظل تأكل الي أن يفقد جسدها رونقه. فينصحها الأطباء أن تصوم وتقلل الأكل وتتبع الريجيم. وهكذا تقلل الأكل ليس من أجل الله. وانما من أجل جمال الجسد أو صحته. فهي لا تأكل وفي نفس الوقت لا تأخذ بركة الصوم. لأنها ليست من أجل الله تفعل ذلك! حقاً انها لمأساة: أن الانسان يقضي جزءا كبيرا من عمره. يربي أنسجة لجسمه. ويكدس في هذا الجسم دهوناً وشحوماً.. ثم يقضي جزءاً آخر من عمره في التخلص من هذه الكتل التي تعب كثيرا في تكوينها واقتنائها!
- الصوم أيضا يساعد علي علاج كثير من الأمراض:
ومن أهم الكتب التي قرأتها في هذا المجال كتاب ترجم إلي العربية سنة 1930 باسم "التطبيب بالصوم" للعالم الروسي ألكس سوفورين. وقد ذكر هذا العالم أن الصوم يساعد علي طرد السموم من الجسم أي التوكسينات Toxina التي علي الرغم من أن الجسد يتخلص من كثير منها بوسائل الاخراج المختلفة. إلا أن جزءاً قد يتبقي يصلح الصوم لطرده. ويقول هذا العالم أيضا إن الجسم في صومه. اذ لا يجد ما يكفيه من غذاء. تتحلل بعض أنسجته. وأولها الدهون والشحوم والأنسجة المصابة والمتقيحة وهكذا يتخلص منها الجسد. وقد وجد هذا العالم أن الصوم الانقطاعي الطويل المدي بنظام خاص. يعالج كثيراً من الأمراض. واني أعرض بحثه للدراسة كرأي لعالم اختبر ما ورد في كتابه.
- فهو فترة مناسبة للتوبة. ولمراجعة النفس فيما تفعله. وتقرير البعد عن كل ما يغضب الله. لكي يكون الصوم مقبولاً عنده. هي اذن فترة مصالحة مع الله يبدأها الانسان بصومه. وحبذا لو استمر فيها بدون عودة الي الاخطاء.
- والصوم أيضا فترة لمزيد من الصلوات والتسابيح. سواء في ذلك الصلاة الخاصة. أو الصلوات العامة في بيوت الله.
- والصوم هو دعوة عامة لضبط النفس ليس من جهة الطعام فقط. انما أيضا ضبط اللسان والحواس. وما يدور في القلب والفكر من مشاعر ونيات وأفكار. والتدرب علي رفض كل ما هو خاطيء.
- وفي الصوم يشعر الانسان بضعف جسده. فتبعد عنه كل خواطر العظمة والكبرياء. واذ يشعر بالجوع. فإنه أيضا يحن ويشفق علي الجياع والفقراء ويعطيهم. وما أكثر الفوائد الروحية في الصوم. لا نحصيها. يكفي اختبار الصوم فترة مثالية يتدرب فيها الصائم علي حياة البر والفضيلة.
أما فوائد الصوم للجسد. فهي عديدة أيضا..نذكر في مقدمتها أنها فترة راحة لبعض أجهزة الجسد:
الصوم فترة تستريح فيها كل أجهزة الجسم الخاصة بالهضم والتمثيل الغذائي. كالمعدة والأمعاء والكبد والمرارة. هذه التي يرهقها الأكل الكثير. والطعام المعقد في تركيبه. وبخاصة الأكل والشرب المتواصلين واللذين في غير مواعيد منتظمة. كمن يأكل ويشرب بين الوجبات. وكما يحدث في الضيافات. وفي تناول المسليات والمشهيات وما أشبه. فترتبك أجهزته. إذ يدخل فيها طعام جديد يحتاج الي هضم. علي طعام نصف مهضوم. علي طعام أوشك أن ينتهي هضمه..! أما في خلال فترة الانقطاع عن الطعام. فتستريح أجهزة الجسم هذه. وبخاصة المعدة التي هي بيت الداء.
ومن فوائد الصوم أيضا أن يتخلص الصائم من البدانة والترهل.
ومن السمنة التي يحمل فيها الانسان كمية من الشحوم والدهون ترهقه. وتتعب قلبه الذي يضطر أيضا أن يوصل الدم إلي مساحات إضافية. وإلي كتل من الأنسجة فوق المعدل الذي أراد له الله أن يعوله.. بالاضافة الي ما تسببه السمنة من أمراض عديدة للجسد. فيصر الأطباء من أجل صحة الجسد علي انقاص وزنه. ويضعون له حكما لابد أن يسير عليه يسمونه الرجيم Regime ويأمرون الشخص البدين الذي يعتبرونه مريضاً بأن يضبط نفسه في الأكل. بعد أن كان يأكل بلا ضابط!
- ان الصائم الذي يضبط نفسه. لا يحتاج إلي رجيم.
ليت الانسان يصوم بهدف روحي من أجل محبته لله.. وسينصلح جسده تلقائيا أثناء صومه. فهذا أفضل من أن يصوم بأمر الطبيب لانقاص وزنه
لعل هذا يذكرني بالتي تظل تأكل الي أن يفقد جسدها رونقه. فينصحها الأطباء أن تصوم وتقلل الأكل وتتبع الريجيم. وهكذا تقلل الأكل ليس من أجل الله. وانما من أجل جمال الجسد أو صحته. فهي لا تأكل وفي نفس الوقت لا تأخذ بركة الصوم. لأنها ليست من أجل الله تفعل ذلك! حقاً انها لمأساة: أن الانسان يقضي جزءا كبيرا من عمره. يربي أنسجة لجسمه. ويكدس في هذا الجسم دهوناً وشحوماً.. ثم يقضي جزءاً آخر من عمره في التخلص من هذه الكتل التي تعب كثيرا في تكوينها واقتنائها!
- الصوم أيضا يساعد علي علاج كثير من الأمراض:
ومن أهم الكتب التي قرأتها في هذا المجال كتاب ترجم إلي العربية سنة 1930 باسم "التطبيب بالصوم" للعالم الروسي ألكس سوفورين. وقد ذكر هذا العالم أن الصوم يساعد علي طرد السموم من الجسم أي التوكسينات Toxina التي علي الرغم من أن الجسد يتخلص من كثير منها بوسائل الاخراج المختلفة. إلا أن جزءاً قد يتبقي يصلح الصوم لطرده. ويقول هذا العالم أيضا إن الجسم في صومه. اذ لا يجد ما يكفيه من غذاء. تتحلل بعض أنسجته. وأولها الدهون والشحوم والأنسجة المصابة والمتقيحة وهكذا يتخلص منها الجسد. وقد وجد هذا العالم أن الصوم الانقطاعي الطويل المدي بنظام خاص. يعالج كثيراً من الأمراض. واني أعرض بحثه للدراسة كرأي لعالم اختبر ما ورد في كتابه.
هنا وأقول ملاحظة هامة وهي:
إن الذي يتعب الجسد. ليس هو الصوم. بل الأكل
يتعب الجسد كثرة الأكل. والتخمة. وعدم الضوابط في الطعام. وكذلك كثرة الأخلاط غير المتجانسة من الأطعمة. ودخول أكل جديد علي أكل لم يهضم داخل الجسم. كما يتعب الجسد أيضا الطاقات الحرارية الزائدة التي تأتي من أغذية فوق حاجة الإنسان.. وما أكثر الأمراض التي يسببها الأكل..
إن الذي يتعب الجسد. ليس هو الصوم. بل الأكل
يتعب الجسد كثرة الأكل. والتخمة. وعدم الضوابط في الطعام. وكذلك كثرة الأخلاط غير المتجانسة من الأطعمة. ودخول أكل جديد علي أكل لم يهضم داخل الجسم. كما يتعب الجسد أيضا الطاقات الحرارية الزائدة التي تأتي من أغذية فوق حاجة الإنسان.. وما أكثر الأمراض التي يسببها الأكل..
لذلك يجب أن تتحرروا من فكرة أن الصوم يتعب الصحة.
علي العكس. فإن الصوم يجعل الجسد خفيفاً ونشيطاً.. فهو يعطي قوة للقلب. ونشاطا في الحركة. وصفاء للذهن. وقدرة أكثر علي التفكير.. ويخلص الجسد من المرض والماء الزائدين.
روحانية الصوم:
الصوم ليس مجرد فضيلة للجسد. بعيدا عن الروح. ذلك لأن كل عمل لا تشترك فيه الروح. لا يمكن أن يعتبر فضيلة علي الاطلاق. فما هو عمل الجسد في الصوم؟ وما هو عمل الروح؟
عمل الجسد في الصوم. هو تمهيد لعمل الروح أو هو تعبير عن مشاعر الروح
الروح تسمو فوق مستوي المادة والطعام. بل فوق مستوي الجسد. فتقود الجسد معها في موكب نصرتها وفي رغباتها الروحية ويعبر الجسد عن هذا بممارسته للصوم. ان قصرنا تعريفنا للصوم علي أنه إذلال أو إخضاع له. كما يري البعض. أو مجرد منع الجسد عما يشتهيه.. نكون قد شرحنا من الصوم سلبياته. دون أن نذكر عمله الايجابي الروحي. فما هو؟
الصوم ليس مجرد جوع للجسد. بل هو غذاء للروح:
علي العكس. فإن الصوم يجعل الجسد خفيفاً ونشيطاً.. فهو يعطي قوة للقلب. ونشاطا في الحركة. وصفاء للذهن. وقدرة أكثر علي التفكير.. ويخلص الجسد من المرض والماء الزائدين.
روحانية الصوم:
الصوم ليس مجرد فضيلة للجسد. بعيدا عن الروح. ذلك لأن كل عمل لا تشترك فيه الروح. لا يمكن أن يعتبر فضيلة علي الاطلاق. فما هو عمل الجسد في الصوم؟ وما هو عمل الروح؟
عمل الجسد في الصوم. هو تمهيد لعمل الروح أو هو تعبير عن مشاعر الروح
الروح تسمو فوق مستوي المادة والطعام. بل فوق مستوي الجسد. فتقود الجسد معها في موكب نصرتها وفي رغباتها الروحية ويعبر الجسد عن هذا بممارسته للصوم. ان قصرنا تعريفنا للصوم علي أنه إذلال أو إخضاع له. كما يري البعض. أو مجرد منع الجسد عما يشتهيه.. نكون قد شرحنا من الصوم سلبياته. دون أن نذكر عمله الايجابي الروحي. فما هو؟
الصوم ليس مجرد جوع للجسد. بل هو غذاء للروح:
فليس الصوم تعذيباً للجسد. إنما هو تسامي الجسد. لكي يصل إلي المستوي الذي يتعاون فيه مع الروح. فليس هو ارهاق للجسد. بل إعداده في حالة روحية. يشترك فيها مع الروح في الصلاة والسجود والركوع. وفي عدم الانشغال بالمادة مما يعطل الروح عن عملها.
الصوم فترة ترتفع فيها الروح. وتجذب الجسد معها:
تخلصه فيها من أحماله وأثقاله. وتجذبه معا إلي فوق. بعيدا عن المادة بشتي أشكالها. وبعيداً عن الانشغال بالعالم وشهواته. لكي يعمل معها عمل الرب بلا عائق. والجسد في روحانيته يكون سعيداً بهذا.
الصوم هو عمل روح زاهدة. تشرك الجسد معها في الزهد.
فلا يكون الصوم هو الجسد الجائع. بل الجسد الزاهد..
وحينئذ لا يمتنع الجسد عن الطعام بينما يشتهيه. وإنما هو قد وصل إلي الوضع الذي لا يشتهي فيه هذا الطعام. لذلك يمتنع عنه. والصوم هو فترة روحية يقضيها الجسد والروح معاً في عمل روحي. يشترك فيه الجسد مع الروح في عمل واحد هو عمل الروح.. يشترك معها في الصلاة والتسبيح. وفي التأمل والعشرة الإلهية.
تخلصه فيها من أحماله وأثقاله. وتجذبه معا إلي فوق. بعيدا عن المادة بشتي أشكالها. وبعيداً عن الانشغال بالعالم وشهواته. لكي يعمل معها عمل الرب بلا عائق. والجسد في روحانيته يكون سعيداً بهذا.
الصوم هو عمل روح زاهدة. تشرك الجسد معها في الزهد.
فلا يكون الصوم هو الجسد الجائع. بل الجسد الزاهد..
وحينئذ لا يمتنع الجسد عن الطعام بينما يشتهيه. وإنما هو قد وصل إلي الوضع الذي لا يشتهي فيه هذا الطعام. لذلك يمتنع عنه. والصوم هو فترة روحية يقضيها الجسد والروح معاً في عمل روحي. يشترك فيه الجسد مع الروح في عمل واحد هو عمل الروح.. يشترك معها في الصلاة والتسبيح. وفي التأمل والعشرة الإلهية.
فيصلي: ليس فقط بجسد صائم. انما أيضا بنفس صائمة.
بنفس صائمة عن الأرضيات الفانيات. وبفكر صائم وقلب صائم عن الشهوات والرغبات الجسدية. وبروح صائمة عن محبة هذا العالم الزائل وكل ما فيه من مغريات.. نعم. نفس ليس في داخلها إلا شهوة الخير والبر. وشهوة الوجود مع الله. تتمتع بنوره. وتتغذي بعشرته.
من أجل هذا كله. يفرح الأبرار بالصوم.
يفرح القلب النقي بهذه الفترة التي يقترب فيها إلي الله. ويقترب فيها أيضا إلي الناس بكافة أعمال البر والمعاملة الحسنة.
يفرح بفترات الصوم. أكثر مما يفرح بالأعياد التي يأكل فيها ويشرب.. فهو لا يصوم. وفي أثناء الصوم يشتهي متي يأتي وقت الافطار. وانما في الافطار يشتهي الوقت الذي يعود فيه الصوم من جديد.
والصائم الذي ساعده الصوم علي اقتناء الكثير من الفضائل. يفرح بصومه وبالفضائل التي اقتناها فيه. ويحرص عليها ويجعلها لنفسه منهج حياة. فلا يتخلي مطلقا عن فضائل الصوم. حينما يأتي العيد والافطار.
بنفس صائمة عن الأرضيات الفانيات. وبفكر صائم وقلب صائم عن الشهوات والرغبات الجسدية. وبروح صائمة عن محبة هذا العالم الزائل وكل ما فيه من مغريات.. نعم. نفس ليس في داخلها إلا شهوة الخير والبر. وشهوة الوجود مع الله. تتمتع بنوره. وتتغذي بعشرته.
من أجل هذا كله. يفرح الأبرار بالصوم.
يفرح القلب النقي بهذه الفترة التي يقترب فيها إلي الله. ويقترب فيها أيضا إلي الناس بكافة أعمال البر والمعاملة الحسنة.
يفرح بفترات الصوم. أكثر مما يفرح بالأعياد التي يأكل فيها ويشرب.. فهو لا يصوم. وفي أثناء الصوم يشتهي متي يأتي وقت الافطار. وانما في الافطار يشتهي الوقت الذي يعود فيه الصوم من جديد.
والصائم الذي ساعده الصوم علي اقتناء الكثير من الفضائل. يفرح بصومه وبالفضائل التي اقتناها فيه. ويحرص عليها ويجعلها لنفسه منهج حياة. فلا يتخلي مطلقا عن فضائل الصوم. حينما يأتي العيد والافطار.