نقيم تذكارا جامعا للرسل السبعين القديسين
4 كانون الثاني
في البداية كان هناك الاثنا عشر رسولا الذين اختارهم يسوع المسيح كمساعدين خلّص في الجهاد القاسي من اجل هداية العالم بأسره . طاف الرسل مع يسوع في كل انحاء فلسطين وشهدوا على عجائب شفاء كثيرة اجترحها . وبعضهم كانوا شهودا على ساعات الامه الرهيبة وموته المظفر على الصليب .
وبالاضافة الى الرسل الاثني عشر اختار الفادي القدوس بعظيم حكمته سبعين رسولا اخرين وارسلهم الى كل انحاء فلسطين . اما مهمتهم فهي : ان يكرزوا بالانجيل ويهدوا كثيرين من الناس الى الوعد بالخلاص الابدي الذي تم بذبيحة يسوع المسيح . وكما يوضح الانجيل الشريف فالسبعون لم يكونوا مجرد رسل او خدام في الكنيسة الاولى ، بل كانوا رسلا اصيلين ليسوع فهو قد اختارهم كي يلعبوا دورا في ترسيخ الانجيل الشريف في العالم بأسره .
كان بين السبعين شهداء عديدون ، واساقفة ايضا احتملوا الاما بطولية . في الرابع من كانون الثاني تقيم الكنيسة عيدا جامعا لهؤلاء القديسين الذين اسهموا في الهام المسيحيين طيلة الفي عام . وهذا العيد الشريفالمعروف ب " عيد جامع " للرسل السبعين يظهر لنا عظم اهمية الدور الذي اضطلعوا به في نشر انجيل الخلاص في كل انحاء العالم .
واحد الاوصاف المؤثرة والمقتضبة للمهمة التي قام بها الرسل السبعون، نجده في العهد الجديد في الانجيل بحسب لوقا البشير . ( لوقا 10 : 1 – 16 ) ، وهو : " وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان يأتي . فقال لهم ان الحصاد كثير ولكن الفعلى قليلون . فاطلبوا الى رب الحصاد ان يرسل فعلة الى
حصاده . اذهبوا . هاانذا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب . لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا احذية ولا تسلموا على احد في الطريق . واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت . فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه ، والا فيرجع اليكم . واقيموا في ذلك البيت اكلين وشاربين مما عندهم لأن الفاعل مستحق اجرته . لا تنتقلوا من بيت الى بيت . واية مدينة دخلتموها وقبلوكم ، فكلوا مما يقدم لكم . واشفوا المرضى الذ ين فيها . وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله . واية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها وقولوا : حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ، ننفضه لكم . ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب ملكوت السموات . واقول لكم انه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة . ويل لك يا كورزين . ويل لك يا بيت صيدا . لأنه لو صنعت في صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين في المسوح والرماد . ولكن صور وصيدا يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما . وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية . الذي يسمع منكم يسمع مني . والذي يرذلكم يرذلني . والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني . "
ولئن كان بعض السبعين قد تعثروا في مهمتهم ، ليس عن خيانة بل بداعي الضعف الانساني والتعب ، الا ان الغالبية منهمظلت وفية لله الواحد الذي ارسلهم ، واتموا ما تعهدوا به . وبالفعل فان كثيرين اثبتوا ولاءهم فاسترخصوا حياتهم حتى الشهادة على الانصياع للمضطهدين الذي كانوا يسعون الى كبح انتشار انجيل يسوع المسيح .
وكما اشار كثيرون من اباء الكنيسة على مر العصور فان السبعين قاموا بالعمل نفسه الذي اضطلع به الرسل الاثنا عشر العظماء .فهؤلاء كانوا يعملون الى جانب الاثني عشر في كل الاتعاب المطلوبة لنشر كنيسة الله في كل انحاء عالم البشر . لقد احتمل السبعون الاما واتعابا رهيبة الا ان محبتهم للرب وايمانهم بيسوع المسيح اعانهم على اجتناب اليأس ، ومتابعة الجهاد طوال حياتهم . اما السبعون فهم التالية اسماؤهم بحسب "الدراسة الكتابية الارثوذكسية " : اكايوس ، اغابوس ، حلفا ، امبلياس ، حنانيا ، ابيليس ، ابوللوس ، اكيلا ، ارخيبوس ، اريستارخوس ، اريستوبولس ، ارتيماس ، اسينكريتوس ، برنابا ، قيصر ، كيفا ، كاربوس ، كليمنضس ، كليوبا ، كريسين ، كريسبوس ، ابينيتوس ، ابافراس ، ابافروديتوس ، اراستوس ، افوديا ،فورتوناتوس ، غاوس ، هيرماس ، هيرميس ، هيروديون ، يعقوب ، جاسون ، جوستوس ، لينوس ، لوكيوس ، لوقا الانجيلي ، مرقس الانجيلي ( المدعو يوحنا ) نرسيس، نيكانور ، اوليمباس ، اونيسيموس ، اونيسيفوروس ، برميناس ، بتروبوس ، فيلمون ، فيليب ، فيلولوغ ، فليغون ، بروخوروس ، بودين ، كادراتوس ، كارتوس ، روفوس ، سيلا ، سلوان ، سيمعان ، سوسيباتروس سوسثينوس ، ، ستاخيس ، ستيفانوس ، تيرتيوس ، ثاداووس ،تيمون ، تيموثاوس ، تيطس ، تروفيموس ، تخيكوس ، اربان ، و زيناس .
الطروبارية باللحن الثالث
" ايها الرسل القديسون تشفعوا الى الاله الرحيم ، ان ينعم بغفران الزلات لنفوسنا . "
قنداق باللحن الثاني :
" لنمدح ايها المؤمنون بتسابيح الهية ، مصاف تلاميذ المسيح السبعين ، ونعيد لهم لأننا منه قد تعلمنا جميعنا ان نعبد ثالوثا غير منقسم . لأنهم لنا مصابيح للايمان الالهي . "