النبي حجاي
عندما تتطلب الازمنة نبيا ، فالله القدير سوف يرسله . 16كانون الاول
في السنوات الاخيرة من القرن الخامس قبل الميلاد ، حاول الاسرائيليون المحاربون في النهاية ان يتهربوا من كابوس السبي البابلي، فانجرحوا وتألموت وتاقوا الى اورشليم ، الى العالم الذي كانوا قد عرفوه قبل بابل ، العال الذي فقدوه عندما ابتعدوا عن الله القدير . وحجاي هو النبي المطلوب .
ولد حجاي من سبط لاوي في بابل . وكان يتمتع بالقدرة على رؤية الامور كما هي ، وهذا هبة من الله عظيمة . عندما نظر حجاي الى ما هو حوله ، رأى ان هناك ما هو ناقص . اين كان الهيكل العظيم الذي كان ينبغي ان يعج بالمسبحين لله القدير ؟
قبل السبي كان الاسرائيليون يعبدون الله القدير على افضل وجه ، في هيكل سليمان . الا ان البناء المشيد من خشب الارز والبرونز والذهب ، دمر عندما خضع المتعبدون للعبودية والعزل . والان ليس هناك شيء مكانه .
لاشيء الى حين راح النبي حجاي يجول شوارع اورشليم يسأل كل انسان صادفه : اين هو هيكل الرب ؟
وبضرورة متزايدة ، حث النبي حكام اسرائيل زروبابل ويهوشع الكاهن ، على استرجاع هيكل اورشليم . بتأثر متزايد ، اشار الى ان هيكلا جديدا يشيد على اساس تكريم اصيل لله ، سوف يتجاوز الهيكل الاول ضياء : " ان مجد الهيكل الثاني سوف يكون اعظم من سابقه ، يقول رب الجنود " ( حجاي 2 : 9 ).
ولكن لماذا يجب على هذا الهيكل الجديد ان يتجاوز جمال الهيكل الذي شيده سليمان ؟
وجاء الجواب بسيطا كما قال النبي حجاي : ان هذا الهيكل الثاني سوف يشهد على مجيء الفادي القدوس ، المخلص الذي ينقذ العالم كله من الموت والخطيئة . .
حجاي هو العاشر في سلسلة الانبياء الصغار في العهد القديم، وقد تنبأ في مطلع القرن الخامس قبل الميلاد عن ولادة الفادي القدوس يسوع المسيح . الا انه كان قادرا ان يرى . وهكذا ، فقد جاب شوارع المدينة ، في عهد الامبراطور الفارسي داريوس هيستاسبيس .
وفي النهاية اقتنع زروبابل والكهنة ان يتقدموا ببناء هيكل اورشليم الثاني ، وتنبأ عن الكلمة الذي لا بد له ان يأتي في الازمنةالاخيرة .
وهل يدعو للدهش ان تعلم ان اسم هذا النبي العظيم يعني " بهيج ، مرح " ؟
وحجاي هو معاصر لنبي العهد القديم زخريا ، وقد عاش زمانا طويلا كي يعاين قسما من الهيكل الثاني ينبعث من الارض الى قلب اورشليم القديمة حوالي 516 ق م . واغلب دارسي الحقبة يعتقدون ان حجاي دفن مع الكهنة في اورشليم طالما انه كان يتحدر من هارون .
لقد تكلم النبي حجاي بصوت صدح في عالمه كالرعد ، فأنذر الاسرائيليين القدماء ان الله الواحد الحقيقي كان يطلب عبادتهم له ، وانه سوف يقاصصهم بشدة ان هم قصروا فيها . حجاي ( 2 : 6 – 17 ) .
"هكذا يقول رب الجنود اني مرة بعد عن قليل ازلزل السماء والارض والبحر واليبس . وازلزل جميع الامم ويأتي متمنى جميع الامم فأملأ هذا البيت مجدا قال رب الجنود . لي الفضة ، ولي الذهب يقول رب الجنود . وسيكون مجد هذا البيت الاخير اعظم من الاول قال رب الجنود ، وفي هذا الموضع اعطي السلام يقول رب الجنود . في الرابع والعشرين من الشهر التاسع في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب على حجاي النبي قائلا : هكذا قال رب الجنود اسأل الكهنة عن الشريعة قائلا : اذا حمل انسان لحما مقدسا في طرف ثوبه ولمس بطرفه خبزا او طبيخا او خمرا او زيتا او اي طعام كان ، أفيتقدس ؟ فأجاب الكهنة وقالوا : لا . فقال حجاي :اذا لمس المتنجس بميت شيئا من هذه ، افيتنجس ؟ فأجاب الكهنة وقالوا : يتنجس . فأجاب حجاي وقال هكذا هو الشعب وهكذا هذه الامة امامي يقول الرب ، وهكذا جميع اعمال ايديهم ، وما يقربونه هناك هو نجس . والان وجهوا قلوبكم الى ما كان من هذا اليوم فما قبله قبل ان يوضع حجر على حجر في هيكل الرب . "
من سيرة القديس النبي حجاي نتعلم كيف نصغي الى الرب من كل انتباهنا . هذا الرائي العظيم وجد الشجاعة والمحبة المطلوبة كي يسمع كلمات القدير ، ثم ان ننقلها الى الاخرين من الناس . فلنجاهد كي نحذو حذو امانة حجاي ، فنفتح قلوبنا على مصراعيها لكلمة الله الشافية والمخلصة !
طروبارية باللحن الثالث :
" اننا معيدون لتذكار نبيك حجاي ، وبه نبتهل اليك يارب فخلص نفوسنا . "