Tuesday, November 22, 2011

العظيمة في الشهيدات كاترينا الكلية الحكمة

من النظرة الاولى ، بدت كاترينا اميرة جميلة في قصة جميلة . كانت صبية جميلة ، والجميع متفقون على ذلك ، الا انها كانت عفيفة ايضا ، طاهرة في عاداتها ، وثابتة على ايمانها بربها ومخلصها يسوع المسيح .
25تشرين الثاني
من كان يظن عندما يلتقي كاترينا الشابة من الاسكندرية الارستقراطية المحتد ، انها سوف تنهي حياتها وهي ممدة على دولاب التعذيب ، ومن ثم يقطع رأسها بلا هوادة؟
بدأت قصة كاترينا الكلية الحكمة في الاسكندرية المركز المصري العظيم ، عندما ولدت سنة 287 . وكأبنة لثري نبيل يدعى كوستا او كيستوس ( بحسب بعض المؤرخين ) . ترعرعت وسط الامتيازات والبحبوحة ، واخذت حظا وافرا من علوم عصرها ( الخطابة والفلسفة ). الا ان قلبها كان عند الرب يسوع المسيح ، لا عند الكتب ، سيما بعد اهتدائها الى الايمان المسيحي على يد امها التقية والورعة .
اشتد عودها ، ونما ايمانها وتعمق بعد ان قضت الليالي في الصلاة امام ايقونة والدة الاله والرب يسوع المسيح .... وقد ظهر الاثنان لها في حلم . انذهلت الصبية كاترينا ، الا انها سرعان ما حونت عندما اشاح الفادي القدوس النظر اليها ، لأنها غير مستحقة .
وبعد ان تدارست هذا الحلم الغريب مع رجل قديس ، نصحها بالصلاة والصوم. فظهرت لها ام الله ويسوع ثانية . لكن في هذه المرة بدا الرب راضيا عنها ، وقدم لها هدية . عندما نهضت من نومها اكتشفت ان خاتما لماعا كان قد وضع على اصبعها في الليل . وسوف يظل على اصبعها حتى نهاية حياتها في البتولية كعروس للمسيح ، فهي لن تتزوج انسانا فانيا .
والان ، فقد تغير عالم كاترينا الى الابد ، الا ان حياتها كبتول تصلي وتتأمل لم تكن لتروق الامبراطور مكسيميوس المعجب بها منذ امد بعيد ، والذي كان قد تقدم بطلب يدها للزواج غير مرة . فرفضته كاترينا بلطف ، لا بل انها تجرأت على تحديه لجهة علاقته بالالهة الوثنية التي كان يتعبدها على الدوام .
ولما رأت خضوعه للالهة الوثنية والحيوانات المقدسة ، تجاسرت وقالت للامبراطور ان هذه الالهة الكاذبة هي شياطين الضلال المحض . لأن هناك الها واحدا حقيقيا ، وكلمته تحفظ العالم وتصونه .
فعارضها مكسيمينوس بشدة على افكارها الثورية . وبعد حين جمع فلاسفته الاكثر علما ، وخطباء البلاط ، ليتناقش واياهم افكار الصبية المؤمنة . وكان بين المفكرين اللامعين واحد من الخطباء البارعين الذي بدا واثقا من قدرته على التأثير على كاترينا بعلومه ، وقدرته على الاقناع . ولكن ياللدهشة ، فالنتائج جاءت معاكسة تماما .

والشكر للنعمة التي فاضت من المخلص ، ومن افتقاد رئيس الملائكة مخائيل لكاترينا . فاستطاعت كاترينا ان تحاجج العلماء والفصحاء فكانت تقتبس اقوالا من الهتهم وشعرائهم . . وقد بيّنت لهم المرة تلو الاخرى كيف ان كلماتهم القديمة تنبأت عن مجيء الاله الحقيقي الفادي يسوع المسيح .

فاستشاط الحاضرون غضبا بسبب اخفاقهم ، للحال اوعز الامبراطور بأن يقتل جميع المجتمعين ، فقد تمكنت كاترينا ان تهديهم الى المسيحية في لحظة ، وذلك برسم علامة الصليب على جباههم . !

ولما ادرك انه عاجطز عن ثنيها عن موقفها بالتملق والاطراء ، او بتقديم عروض الزواج منها كي تصبح ملكة عظيمة ، اصدر امرا بأعدامها .

ذهلت الملكة من شجاعة كاترينا . وقام مئتا جندي بزيارة كاترينا في سجنها ، وجميعهم اهتدوا الى الايمان بالانجيل . وسرعان ما دفعوا حياتهم ثمنا لاعتناقهم الايمان الجديد .

وفي سنة 305 خضعت بتول الاسكندرية لعذابات عظيمة فمزقت لحمانها على الدولاب . وقد ظهر لها ملاك من السماء عند ساعة موتها وهشم الة التعذيب بسيفه الناري . الا ان الملاك اتى متأخرا ، فقد صدر امر بقطع رأس كاترينا ، الامر الذي اذهل الحاضرين الذين راحوا يشاهدون الحليب يتدفق من جسدها بدلا من الدم . .

وفي النهاية نقل الملائكة رفاتها الى طور سيناء حيث جرى اكتشافها بعد سنوات في دير شهير يحمل اسمها .

ان حياة القديسة كاترينا تقدم لنا مثالا ملهما عن كيف ان المحبة الارضية المحدودة تتجذر في محبة يسوع المسيح اللامحدودة . وبدل انتقاء زوج ارضي ، فان هذه الصبية الشجاعة جعلت حياتها في خدمة انجيل الرب يسوع المسيح . وتبين قصتها لنا كيف ان حكمة الله قادرة ان تبدد مزاعم الحكمة البشرية . فلاسفة الامبراطور العظماء الذين واجهوا الحكمة الالهية تحولوا الى اغبياء كما يقول الرسول بولس عندما يتأمل في محدودية الفكر البشري .

ولعل اعظم اهمية في حياة كاترينا هي في الطريقة التي امنت بها بفداء الرب يسوع للبشرية من الخطيئة ، حتى انها استرخصت حياتها ولم تتنكر للرسالة الخلاصية . افلا يليق ان نمتلك جميعنا مثل هذه الشجاعة !

ابوليتيكيون باللحن الخامس

" لنمدح عروس المسيح الكلية المديح كاترينا الالهية حافظة سينا التي هي هي عوننا وسندنا لأنها بقوة الروح افحمت نبلاء المنافقين ببهاء ، والان اذ كللت كشهيدة ، فهي تستمد للجميع الرحمة العظمى . "

ابوليتيكيون اخر : باللحن الرابع

"نعجتك يايسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة : ياختني اني اشتاق اليك ، واجاهد طالبة اياك ، واصلب وادفن معك بمعموديتك ، واتألم لأجلك حتى املك معك ، واموت عنك لكي احيا بك ، لكن كذبيحة بلا عيب تقبل التي بشوق قد ذبحت لك . فبشفاعاتها بما انك رحيم ، خلص نفوسنا . "

قنداق باللحن الثاني

"ايها المحبو الشهداء ، اقيموا الان بحال الهية مصفا موقرا ، مكرمين كاترينا الكلية الحكمة ، لأنها كرزت بالمسيح في الميدان ، ووطئت الثعبان ، مزدرية معرفة الفصحاء . "