المناولة المقدسة والاعتراف
الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
مختارات من نقاش بين طلاب أكاديمية موسكو اللاهوتية والميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس، في لافرا القديس سرجيوس.
الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
مختارات من نقاش بين طلاب أكاديمية موسكو اللاهوتية والميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس، في لافرا القديس سرجيوس.
سؤال: كمّ مرّة في السنة ينبغي أن يتناول الإنسان؟ هل الاعتراف مرتبط بالضرورة بالمناولة المقدّسة؟
جواب: مطلقاً، ليست المناولة مرتبطة بالاعتراف. في الكنيسة قديماً، كان الناس يحملون نعمة الرب في داخلهم، أي كانوا في حالة من استنارة النوس وبالطبع كانوا يصلّون ويتناولون كثيراً. عندما كان يخطأ بعضهم، كان يعني أنّهم خسروا نعمة الله، وفي تلك الحالة كان عليهم البقاء خارج الكنيسة، مع الموعوظين. هذا لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يمتلك نعمة الله وينكر المسيح. عندما يخطأ الإنسان، وخاصةً بالجسد، وهنا لا أشير إلى العلاقات الجسدانية ضمن الزواج المسيحي، فهذا يعني أنّه يفضّل اللذة الجسدية على المسيح، وبالتالي هو ينكره بالممارسة. هذه الخطايا تعيد أصحابها إلى رتبة التائبين، وعليهم أن يسعوا إلى إعادة اكتساب استنارة النوس، في عملية محددة. نلاحظ عند القديس باسيليوس الكبير وغيره من الآباء أنّ هناك أربعة درجات من المسيحيين. أولاً، هناك "طالبو الغفران" الذين يجلسون خارج الهيكل ويسألون المغفرة من المسيحيين الداخلين إليه. ثانياً، هناك "المتوسّلون" الذين يبقون في الهيكل فقط إلى حين القراءات في القداس الإلهي، ومن ثمّ يتركون مع الموعوظين. ثالثاً، هناك "المصطفّون" الذين يبقون في الكنيسة إلى نهاية القداس الإلهي لكن من دون أن يتناولوا. ورابعاً، هناك "المشتركون بالمناولة الإلهية". بتعبير آخر، عندما يرتكب أحد ما خطيئة عليه أن يمرّ في فترة من التوبة التي كانت تعني بلوغ الإنسان إلى استنارة النوس من خلال التطهّر، فقد كان عليه تغيير نوسه، وتحويله من مظلم إلى مستنير مجدداً. عندئذ يقرأ الأسقف بركة ومن ثمّ يستطيع هذا الشخص أن يتناول.
جواب: مطلقاً، ليست المناولة مرتبطة بالاعتراف. في الكنيسة قديماً، كان الناس يحملون نعمة الرب في داخلهم، أي كانوا في حالة من استنارة النوس وبالطبع كانوا يصلّون ويتناولون كثيراً. عندما كان يخطأ بعضهم، كان يعني أنّهم خسروا نعمة الله، وفي تلك الحالة كان عليهم البقاء خارج الكنيسة، مع الموعوظين. هذا لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يمتلك نعمة الله وينكر المسيح. عندما يخطأ الإنسان، وخاصةً بالجسد، وهنا لا أشير إلى العلاقات الجسدانية ضمن الزواج المسيحي، فهذا يعني أنّه يفضّل اللذة الجسدية على المسيح، وبالتالي هو ينكره بالممارسة. هذه الخطايا تعيد أصحابها إلى رتبة التائبين، وعليهم أن يسعوا إلى إعادة اكتساب استنارة النوس، في عملية محددة. نلاحظ عند القديس باسيليوس الكبير وغيره من الآباء أنّ هناك أربعة درجات من المسيحيين. أولاً، هناك "طالبو الغفران" الذين يجلسون خارج الهيكل ويسألون المغفرة من المسيحيين الداخلين إليه. ثانياً، هناك "المتوسّلون" الذين يبقون في الهيكل فقط إلى حين القراءات في القداس الإلهي، ومن ثمّ يتركون مع الموعوظين. ثالثاً، هناك "المصطفّون" الذين يبقون في الكنيسة إلى نهاية القداس الإلهي لكن من دون أن يتناولوا. ورابعاً، هناك "المشتركون بالمناولة الإلهية". بتعبير آخر، عندما يرتكب أحد ما خطيئة عليه أن يمرّ في فترة من التوبة التي كانت تعني بلوغ الإنسان إلى استنارة النوس من خلال التطهّر، فقد كان عليه تغيير نوسه، وتحويله من مظلم إلى مستنير مجدداً. عندئذ يقرأ الأسقف بركة ومن ثمّ يستطيع هذا الشخص أن يتناول.
لهذا السبب ذكرتُ أنّ الاعتراف غير مرتبط بالمطلّق بالمناولة. إذا أخطأ شخص ما واحتاج إلى الاعتراف فعليه الاعتراف. بعض الخطايا، تلك المسمّاة "العَرَضية"، تُغفَر بالمناولة والصلاة... "اترك لنا ما علينا..." كما يرد في الصلاة الربية.
أمّا في ما يتعلّق بعدد المناولات سنوياً، فهذا يحدده الأب الروحي. أي أننا نقصده ونفتح قلوبنا بالكامل، نخبره بكل ما لدينا من المشاكل، ونصف حالتنا، وهو يعطينا التعليمات الملائمة. الأمر نفسه يحدث هنا كما عند الطبيب. نحن نزور الطبيب ونعلمه بألمنا وهو يقوم بالتشخيص المناسب ويصف الدواء والعلاج الصالحين. مثلاً، قد يطلب منا الامتناع عن بعض المآكل لأن جهازنا لا يحتملها، وبأننا أحرار باستهلاكها بعد شفائنا.
في هذا الإطار علينا أن ننظر أيضاً للمناولة المقدّسة، لأنّها بالنسبة إلى البعض يمكن أن تكون نوراً فيما هي نار للبعض الآخر. يقول الآباء القديسون أننا عندما نضع مادتين، أي الوحل والشمع، تحت الشمس، فإن أشعتها تجمّد الوحل وتذيب الشمع. مع أن قوى الشمس هي نفسها، إلا إنّ جوهر المادتين مختلف، ولهذا السبب تختلف النتائج. على المنوال عينه، يصير الله والمناولة المقدسة نوراً للبعض وناراً للبعض الآخر، أي أن البعض يختبرونها ناراً والبعض الآخر يختبرونها نوراً.
في كنائس الأديار يصوّرون مشهد المجيء الثاني. في أعلى الأيقونة العرش، ومنه ينبعث النور الذي ينير القديسين، بينما منه ينبع نهر النار الذي يبتلع الخطأة. يقول القديس إسحق السرياني أن الجحيم هو سوط المحبة الإلهية، المحبة التي لا يستطيع الجنس البشري أن يستوعبها لأن البشر قلوبهم غير طاهرة ومصابة بداء عضال. الله يحب كلاً من الأبرار والخطأة، لكن لا يستطيع الجميع أن يختبروا الله بالطريقة نفسها. كتب القديس باسيليوس الكبير أن للنور طاقتان: المنيرة والمحرقة، وعليه النور يضيء ويحرق. مَن له عينان سوف يتلافى الطاقة المحرقة ويتمتّع بالطاقة المنيرة. مَن لا عينان لهم سوف يقبلون الصفة المحرقة للنور. هذا ما سوف يحدث في المجيء الثاني: الأبرار سوف يدركون نور الله والخطأة ناره.
الأمر نفسه سوف يحدث تماماً في القداس الإلهي. البعض يتناولون ويستنيرون، فيما آخرون يتناولون ويُدانون. يقول الرسول بولس في رسالته إلى الكورنثيين: "من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون" (1كورنثوس 30:11). لهذا السبب، عمل الكاهن ليس توزيع بطاقات دخول إلى الملكوت، بل هو شفاء الناس، لكيما عندما يلتقون الله يكون لهم نوراً وليس ناراً.
عند هذه النقطة، علينا أن نوضح مسألة تواتر مناولة الإنسان السليم الصحة والإنسان المريض، كالمشلول مثلاً. ظاهرياً، يبدو أن خطايا الإنسان السليم أكثر من خطايا المشلول. لكنّ هذا غير صحيح. ليس صحيحاً أنّ السليم يرتكب خطايا أكثر مما يرتكب المشلول. فالخطايا تُرتَكَب بالأفكار والرغبات كما في الجسد. يمكن أن يكون المرء سليماً ويقضي كلّ نهاره ممجداً الله سالكاً في حياة ملائكية، بينما الآخر، أي المريض، يسلك في قلة الإيمان والنقمة. المهم هو تمجيد الله، سواء في الصحة أو في المرض.
منقول
منقول