Saturday, July 3, 2010

أندراوس الكريتي الأورشليمي رئيس أساقفة أقريطش (كريت
ولد القديس أندراوس في دمشق الشام في أيام الغزو العربي، حوالي العام 660، من أسرة تقية فاضلة، اسم والده جرجس وأمه غريغورية. ومع أنه من أكثر المنشدين طواعية فإنه كان في سنيه السبعة الأولى من حياته محروماً من النطق. ولمّا ينعتق من هذه العلة إلا بمساهمة القرابين المقدسة. مذ ذاك برزت لديه مواهب غير عادية لا سيما في البلاغة ودراسة الكتاب المقدس. نذره ذووه لخدمة كنيسة القيامة في أورشليم. سافر إلي أورشليم وقد جعله قائمقام البطريرك، ثيودوروس، ابنه الروحي. كان قد لاحظ فيه مواهب جمّة فرغب في إعداده لخلافته وعيّنه، رغم صغر سنه، أميناً للوثائق البطريركية ومسؤولاً عن الشؤون الكنسية. ظهرت في زمنه بدعة المونوثيلية القائلة بالمشيئة الواحدة في المسيح فتبلبلت الكنيسة. وكان أول من دعا إليها البطريرك القسطنطيني سرجيوس (610 – 638 ) لغايات سياسية أكثر مما هي لاهوتية
و دينية، ليوفق بين المتخاصمين من جماعة القائلين بأن للمسيح طبيعتين و جماعة القائلين بالطبيعة الواحدة مريداً بذلك أن يوحد الصفوف لشد أزر المملكة البيزنطية في مواقفها و حروبها مع الفرس والعرب وراقت تلك السياسة للملك هرقل وقام يسعى لتحقيقها فحبطت مساعية و لاسيما بعد إحتلال العرب للبلاد السورية و المصرية. ولما ارتقى الملك قسطنطين الملتحي سدة الملك دعا الأساقفة إلي مجمع عام لوضع حد لهذه المنازعات الدينية و هكذا اجتمع المجمع المسكوني السادس في مدينة القسطنطينية سنة"680م" بحضور الملك نفسه. اشترك القديس أندراوس في هذا المجمع نيابة عن بطريرك أورشليم التي حالت موانع دون حضوره، ووقع مع الآباء (ال 174) قانون الإيمان الذي يثبت أن في المسيح طبيعتين كاملتين و مشيئتين كاملتين و حرم أتباع هرطقة المونوثيلية. وبصفته أميناً للوثائق البطريركية ومسؤولاً عن الشؤون الكنسية. أوفد، بعد قليل من انعقاد المجمع المسكوني السادس (حوالي العام 685 م)، إلى القسطنطينية بمعيّة شيخين قديسين ليقدّم للإمبراطور والبطريرك اعتراف إيمان كنيسته دعما لإدانة هرطقة المشيئة الواحدة. وفيما عاد الشيخان القديسان إلى فلسطين، بقي القديس اندراوس في العاصمة المتملكة حيث توفرت له ظروف مؤاتية للصلاة والدراسة والأعمال الرسولية التي أعده الله لها. بقي قديسنا منكفئاً لبعض الوقت لكنه لم يخف طويلاً إذ استبانت موهبة الكلمة وخلاص النفوس عنده لعيون البطريرك والإمبراطور فسيم شماساً للكنيسة الكبرى. كذلك أسندت إليه مهمّة العناية بميتم القديس بولس وملجأ الفقراء في حي أفجانيوس. وعلى مدى عشرين سنة ثابر بغيرة كبيرة على إدارة مؤسستي الإحسان هاتين بحيث نمتا وتحولتا إلى ميناءين للخلاص بفضل حثه على التوبة والفضيلة. نجح في عمله لدرجة أنه في العام 711م صُيّر رئيس أساقفة على كريت. لكن، قبل أن يغادر إلى موقعه الجديد انقلبت الأمور في القسطنطينية، فاغتصب فيليبيكوس العرش وأطيح بالبطريرك كيروس وعُيّن يوحنا السادس محله. مهمة هذا الأخير كانت إلغاء قرارات المجمع السادس وإنعاش هرطقة المشيئة الواحدة. ويبدو أن قديس الله رضخ، في ذلك الحين، لضغط السلطة الجديدة علبه. ولكن ما إن استبعد فيليبيكوس بعد سنتين حتى عاد اندراوس إلى نفسه تائباً معترفاً بمشيئتين في المسيح. وثمة مَن يقول إنه وضع قانون التوبة الكبير المعروف باسمه تعبيراً عن توبته لضلاله العابر يومذاك.
إلى القديس اندراوس يعود إنشاء عدد كبير من الصلوات والميامر إكراماً لأعياد السيد ووالدة الإله والقديسين. هذا شكل ميراثاً ثميناً في الأدب الآبائي. كذلك تزييناً لاحتفالات كنيسته وضع، بجدارة منقطعة النظير، عدداً كبيراً من الأناشيد لا زالت محفوظة في كتبنا الليتورجية إلى اليوم. وكما أسلفنا، وضع قديس الله القانون الكبير الذي يُرتّل في كل عام خلال موسم الصوم الكبير، والذي له وقع مميز في نفوس المؤمنين كمحرّك إلى التوبة. في هذا القانون، المعروف باسمه "قانون أندراوس الكريتي" أو باسم "القانون الكبير"، يثير القديس اندراوس إلى كل صور العهدين القديم والجديد التي يمكن أن تمثل نماذج لسبيل الهداية والتوبة. بالنسبة للمؤمن التائب الذي عاين، في مطلع الصوم الكبير، صورة نفسه في آدم القاعد عند أبوب الفردوس، تحمل هذه الأمثلة، المستمدة من الكتاب المقدس، على إدراك أنه إذ يختزل في حياته خطايا العالم كله لا يسعه التماس الخلاص إلا بالدموع والنسك والصلاة. كما وضع القانون الكبير الخشوعي الذي يتلى يوم الخميس من الأسبوع الخامس من الصوم الأربعيني المقدس و كله إستغفار و إسترحام و إذلال للنفس و تواضع.

إلى ذلك رمم القديس اندراوس الكنائس والأديرة وأسّس كنيسة لسيدة بلاشيرن ذكراً للكنيسة التي تحمل الاسم نفسه في القسطنطينية. كذلك نظم ملجأً للمرضى والعجزة والمعوزين. دعمه له لم يكن بالمال وحسب بل بالحضور الشخصي، بالدرجة الأولى. هكذا وجد معتنياً بذوي العاهات بنفسه. بالعمل اليدوي الطيب وكلمة العزاء معاً.

ورد أنه ردّ بصلاته هجمة للعرب المسلمين ضد جزيرة كريت ونجّى الجزيرة من موجة جفاف بالدعاء والدموع وصدّ وباءً ضرب البلاد. كان الكل لكل واحد. غادر كريت إلى القسطنطينية وعزّز الدفاع عن الإيمان القويم في شأن الإيقونات وإكرامها. عرف بساعة مفارقته إلى ربّه سلفاً. في طريقه إلى كريت حط في جزيرة ميتيلين حيث إنتقل القديس إندراوس إلي الأخدار السماوية في 4تموز سنة 720م.

تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بتذكاره في اليوم الرابع من شهر تموز.


طروبارية باللحن الرابع

لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة ومعلماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة اندراوس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.

قنداق باللحن الثاني

لقد بوقت علانية بالترنيمات الإلهية، فظهرت كوكباً للعالم باهر الضياء، متلالئاً بنور الثالوث يا اندراوس البار، فلذلك نهتف إليك جميعنا: لا تزال متشفعاًمن أجلنا كافةً

http://web.orthodoxonline.org/index.php?option=com_content&view=article&id=895:st-andrew-of-crete&catid=53:alef&Itemid=35