القديس يوحنا الذهبي الفم
نقلها على العربية المطران أبيفانيوس زائد
"من أجل ذلك فليتخذ بعضكم بعضاً كما اتّخذكم المسيح لمجد الله" (رومية7:15) يا له من مثل عالٍ وثمر لا يوصف. علينا أن نمجّد الله، وخاصة إذا عشنا بسلام بعضاً مع بعض. أما إذا كنّا في خصام مع القريب فيجب أن نفكّر في ترك الغضب جانباً وتمجيد أبينا الذي في السموات، وفي مسامحة أخينا لأجل مجد الله قبل كل شيء. و هذا القول قد كرّره السيد يسوع المسيح لما خاطب أباه قائلاً: "حتى يؤمن العالم أنك أنت أرسلتني إذا كان تلاميذي كلهم واحد" (يوحنا2:17).
لنتبعْ أيها الأخوة وصية رسول المسيح متّفقين بعضاً مع بعض. إذا أراد احد أن ينفصل عنك فلا تنفصل عنه أنت بل أظهِر له محبتك بنوع خاص في مثل هذه الحالة حتى تجذبه إليك. إن القريب أحد أعضائك فإذا انفصل عضو من أعضائنا عن تركيب الجسد لسبب من الأسباب نبذل الجهد ونتذرّع بكل الوسائل الفعّالة لنرجِع هذا العضو إلى ما كان عليه
مهتمين له أكثر من الأعضاء الباقية. وإذا كان المسيح المخلّص يأمرنا أن "ندعو للمأدبة أناساً لا يقدرون أن يقابلونا بالمثل حتى نحصل على المكافأة" (لوقا12:14) فكيف لا نفعل مثله في المحبة. إن أحبّك من أحببته فإنه يفيك الدين؛ أما إذا لم يحبِبْك فقد صار الله مديناً لك بدلاً منه. فضلاً عن ذلك إن أحبّك قريبك فلا يسألك أن تعنى به، أما إذا لم يحبك فإنه محتاج إلى مساعدتك. فلا تحوّل الأمر إلى عدم الاكتراث به بل على العكس بثّْ الحرارة في البارد لأنه كلما أظهر لك الكره يتضاعف لك العطاء. وإذا كانت علامة تلاميذ المسيح المحبة المتبادلة بينهم (يوحنا35:13) فالأعظم من ذلك أن نحبّ الأعداء لأن السيد قد دعا إليه أعداءه. وبقدر ما كانوا يظهرون له من الضعف والتحول كان يضاعف اهتمامه بهم ويقول: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب لكن ذوو الأسقام" (متى12:9) وبقدر ما أهانه اليهود كان يقدّم لهم الرحمة. فتمثّل أنت بالمعلم السماوي ذاكراً أنه لا يقدر أعظم تلميذ أن يرضي الله من دون محبة القريب. لا تقلْ أنك لا تقدر أن تحب قريبك إذا كان يكرهك بل بالعكس يجب أن تحبه. في مثل هذه الحالة إذاً، لا يجوز قطعاً أن يضمر المرء البغض لمن أحبه حتى ولو كان قاسي القلب فهو يحب من أحبّه. وهذا ما يفعله الوثنيون والعشّارون حسب قول المسيح المخلص (متى46:5و47) فإذا كان المرء يحب من أحبّوه فكيف لا يحبّهم بعد البغضاء.
مهتمين له أكثر من الأعضاء الباقية. وإذا كان المسيح المخلّص يأمرنا أن "ندعو للمأدبة أناساً لا يقدرون أن يقابلونا بالمثل حتى نحصل على المكافأة" (لوقا12:14) فكيف لا نفعل مثله في المحبة. إن أحبّك من أحببته فإنه يفيك الدين؛ أما إذا لم يحبِبْك فقد صار الله مديناً لك بدلاً منه. فضلاً عن ذلك إن أحبّك قريبك فلا يسألك أن تعنى به، أما إذا لم يحبك فإنه محتاج إلى مساعدتك. فلا تحوّل الأمر إلى عدم الاكتراث به بل على العكس بثّْ الحرارة في البارد لأنه كلما أظهر لك الكره يتضاعف لك العطاء. وإذا كانت علامة تلاميذ المسيح المحبة المتبادلة بينهم (يوحنا35:13) فالأعظم من ذلك أن نحبّ الأعداء لأن السيد قد دعا إليه أعداءه. وبقدر ما كانوا يظهرون له من الضعف والتحول كان يضاعف اهتمامه بهم ويقول: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب لكن ذوو الأسقام" (متى12:9) وبقدر ما أهانه اليهود كان يقدّم لهم الرحمة. فتمثّل أنت بالمعلم السماوي ذاكراً أنه لا يقدر أعظم تلميذ أن يرضي الله من دون محبة القريب. لا تقلْ أنك لا تقدر أن تحب قريبك إذا كان يكرهك بل بالعكس يجب أن تحبه. في مثل هذه الحالة إذاً، لا يجوز قطعاً أن يضمر المرء البغض لمن أحبه حتى ولو كان قاسي القلب فهو يحب من أحبّه. وهذا ما يفعله الوثنيون والعشّارون حسب قول المسيح المخلص (متى46:5و47) فإذا كان المرء يحب من أحبّوه فكيف لا يحبّهم بعد البغضاء.
جرّب هذا المثل في قلبك فلا بد أن يلين. لا تفترْ عن التفكير بأن المحبة التي ترضي الله هي أقوى سلاح ضد الشيطان الواقف لنا بالمرصاد ليجذب إليه من لا يحب ليجعله عضداً له. أحقاً تريد أن تضيّع الجائزة التي تُمنَح لك عن ثباتك في القتال؟ هذه الجائزة هي أخوك الكائن بينك وبين عدوك. فإذا انتصرتَ حصلت على الإكليل، وإن فشلت أضعته! لا تقلْ لا طاقة لي على الذهاب إلى من يكرهونني، بل قلْ لا أقدر أن أكافئ الذين يوجّهون إليّ الشتائم! إن هذا كلامُ تابعِ المسيح وذاك فكلامُ تابعِ الشيطان. هذا رفع الكثيرين ومجّدهم وذاك سبّب السخرية والاحتقار للآخرين. فلا تعجبْ من موسى النبي لما قال السيد الرب عنه: "والآن دعْني يضطرمْ غضبي عليهم فأفنيهم" أما الذي رأى الله فلم يحتقر من أبغضوه بل قال: "والآن إن غفرت خطيئتهم وإلا فامحُني من كتابك الذي كتبته" (خروج10:32و32).
لا تفتخر بأشياء يجب أن تخجل منها. إنك تحتقر إنساناً مؤمناً؛ أما ابن الله فلم يحتقر الأرضي قبل أن يؤمن. ولماذا أقول هذا؟ إن الفادي الإلهي أحبّ البشر هكذا حتى أنه مات من أجلهم وهم يعادونه. إن السيد المسيح أحبّ الإنسان في مثل هذه الحالة؛ أما أنت فتحتقر القريب الآن وهو عضو في جسد المسيح. فكيف لا تفكّر في مَن تحتقر! هدىء روعك أيها الإنسان واعرف أخاك في الذي تحتقره: فكر بأن الكلمات الطائشة الرديئة هي من نتاج المجانين وقل في نفسك لو تحوّل قريبي عني فأنا لا أتركه، فإنك بهذه الطريقة تربح أخاك وتمجد الله في حياتك وتستحق الحصول على الخيرات الأبدية التي سنستحقها جميعاً بنعمة سيدنا يسوع المسيح ومحبته للبشر الذي له مع الآب والروح القدس المجد والملك والشرف والسجود من الآن والى دهر الداهرين آمين.
http://churchvoice.org/Orthodox%20Publication/Orthodox%20Legacy/2009/Year05-Issue09/01-Xrysostom.htm