Monday, May 10, 2010

الايقونات في البيت وفي حياتنا
كل أسرة عندما ُتكون مسكنها تستعمل غرفة كمجال لإستقبال زائريها توجد في هذه الغرفة رسومات مختلفة لاشخاص احياء وأموات تربط وتمثل العائلة بتاريخها . وتوجد أيضا رسومات ليس فقط لاشخاص منعزلين بل ولاحداث ومناسبات مثل : اعراس , عماميد , لحظات طلابية , مثلا عندما يأخذ الابن شهادتة او الجنود عندما يخدمون في الجيش .
إنها لتاريخ ووصف لحياة العائلة الحاضرة والشالفة .ففي اسئلة الضيوف والزوار يجيب صاحب البيت او سيدتة :هنا صورة جدنا او جدتنا ,وهنا صورة ابننا الكبير الذي يستلم شهادته . وهنا صورة زواج إبنتنا وكل رسم يصير وصفا حياً لتاريخ العائلة .لكننا في بيت اورثوذكسي وهذا البيت يجب ان يكون فيه ايقونات شريفة في مجال استقبال الغرباء , ايقونة السيد المسيح , ايقونة والدة الاله الكلية القداسة والايقونة الخاصة التي تكرمها الاسرة .اعني الايقونة التي يرتسم فيها القديس الذي يسمى باسمه صاحب البيت او ايقونة نتوارثها من آبائنا وأجدادنا . 
في غرفة الاسرة الارثوذكسية توجد الاكاليل داخل اطار مع ايقونة السيد المسيح والكلية القداسة , لكن سيوجد أيضا المصلوب فوق كل سرير من اسرة افراد العائلة .ففي غرفة الابناء توجد ايقونات على اسماء القديسين التي يحملونها , وفي غرفة البنات بحسب ااسمائهن .

وايضا يجب أن يوجد في مكان ما ايقونسطاس العائلة مع قنديل مضاء بالزيت



حقاً ماذا تقدم الايقونات المقدسة في حياة العائلة والزائرين ؟

يكتب كاتب ما يعمل بالمعنى العميق للايقونات , بان الايقونة هي الكلمة المنظوؤة عندما نقرا كلام الله في الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد يكون لدينا كلام اللة المكتوب . وعندما نسمع عظة او كلمة كنسية يكون لدينا كلام الله الشفوي وعندما نرى ايقونة يكون لدينا كلمة الله المنظورة اعني عندما نرى ايقونة الصلب نرى امامنا حدث الصلب . وعندما نرى ايقونة القديس ديمتريوس يتبادر الى ذهننا إستشهاده .

بهذه الطريقة تذكرنا الايقونة بايمان كنيستنا وبالايمان الذي يريد ان يدركه المسيحي عن كثب بالشخص المكتوب بالايقونة .

تذكرنا الايقونات بحياة المسيح وعجائبة وبركاتة للاطفال ونشاطه وخدمته وتجواله بين القرى وشفائه للجموع ومحطات عجائبه من الولادة , فالمعمودية وانتهائاَ بالعشاء السري , والصلب والقيامة .

تذكرنا ايقونة والدة الاله أُمنا جميعاً هي تلك التي تتشفع كل لحظه لدى المسيح ابنها لاجل خلاصنا . فالعذراء مريم تخظى على التكريم والتبجيل إما على حدى , او بالكنائس الشريفة . ان الايقونات في غرف الاطفال تتكلم عن حياة وعمل ونضال وجهاد وصبر وتضحية القديسين الذين يحملون إسمه / إسمها . والذي يعيده الاب والام الى ذاكرة الاطفال واصفين حياة القديسين او القديسات

هناك سؤال ربما جميع أولئك الذين يعتبرون الايقونات عناصر تزينية وليست مواضيع شريفة ورموز روحية تساعد في الجهاد والصلاه " أيسمع الايقونات ؟ , أترى الايقونات ؟ , أتنفذ الايقونات مطلب المؤمن الذي يضعه امامهم بالصلاه , بالبكاء , وبالألم ؟" .

فلنهرع الى القديس غريغوريوس اللاهوتي حيث يقول : " ان ابنة كانت مستعدة لان تطيع الخطيئة وتسير في طريق الرذيلة وحالما رأت ايقونة القديس بوليمون الموقرة اهتزت جدا حتى انها خجلت على ذلك الذي كانت مزمعة ان تفعله ورجعت في مسيؤتها مقاومة فكرها وقامعة لشهواتها , وهكذا أُنقذت من حبائل الشيطان .

لدينا البارة مريم المصرية إن توبتها لمعروفة , وطهارتها موصوفة تكرمها الكنيسة مرتين في السنة الطقسية بسبب توبتها الصادقة . ففي زيارتها لاورشليم همت بالدخول الى الكنيسة ولكنها لم تستطع , اذ أن قوة غير منظورة منعتها من الدخول لكي تسجد لصليب الرب .حينئذ اذ رأت ايقونة والدة الالة في مدخل كنيسة القيامة طلبت من الكلية القداسة السماح لها من بالدخول بعد ان قطعت معها عهداً ان تتخذ من التوبة حياة ومنهجا حتى مماتها وفعلا سمحت لها بذلك . وتحولت الخاطئة مريم المصرية الى احدى التائبات الكبيرات في الكنيسة لا بل اصبحت احدى السائحات وهي اعلى درجه من درجات النسك يمكن ان يصل اليها الانسان . فقد كانت تستطيع عبور نهر الاردن بانتقالها في الهواء من الضفة الى الضفة الاخرى وذلك بفعل وقوة الروح القدس .

لكن كثيرين من الناس اليوم يسألون : ماذا تفعل الايقونات ؟! من تسألون ولماذا تسألون ؟ فلتسألوا الامهات اللآتي يسهرن راكعات , الاباء , الاخوه , الاخوات , إسالوا هولاء , وسيقولون لكم بأن الايقونات ليست لوحات تزينية فحسب , إنما وسائط روحية تشدنا للاتصال بالاشخاص المكتوبين ( المرسومين ) عليها وهولاء الاشخاص أي القديسين يسمعوننا , يروننا ويتشفعون من اجل مطالب المصلين بإيمان وخشوع ورهبة ووقار . نعم جربوا إن اردتم , وستلاحظون ذلك بأنفسكم .

سننهي بشئ ما عن دور الذي تعنية الايقونات في بيتنا . انها حُراس البيت وأخلاق اعضاء الأسرة . يرى الزائر الإيقونات فيُدرك إيمان الأسرة , ويحدد في زيارتة منهج وأسلوب وطريقة كلامه ويضبط فحواها ومعانيها , ويتقيد بأصول الياقة واللباقة , مانعاً نفسه من الانجراف بهفوات الكلام , او الأستهتار بأقوال بذيئة خالية من الكياسة والاحترام . فيجد في الايقونات المكرمة هالة من الخشوع ترغمة على الضبط والوقار نحو إيمان هذه الأسرة وأخلاقها . انها أمان الأسرة تقدمه الايقونات في وجودها .

ليست الايقونات خشباً ودهاناً وألواناً , انما هي كتابة لاشخاص أحياء عاشوا حينا , وشهدوا لحقيقة المحبة للمسيح , ولا يزاون يعيشون هذه الحياة الحقيقية المحبة , لذلك يسمعون أيضاً صلواتنا ويساعدون على حل مشاكلنا ببركات ورأفات ومحبة الثالوث القدوس . آمين

المصدر : مجلة نور المسيح