Saturday, March 13, 2010

" ولمّا دخل بيتاً سأله تلاميذه على انفراد لماذا لم نستطع نحن أن نخرجه. فقال لهم إن هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلّا بالصلاة والصوم. "مرقس 9: 28 - 29الأحد الرابع من الصوم
أحد أبينا البارّ يوحنا السلّمي
في هذا الأحد الرابع من الصوم تقيم الكنيسة المقدسة ذكرى لناسك عظيم إسمه يوحنا كان رئيسا لدير طور سيناء وكتب كتابا ذاع صيته في الأوساط الكنسية ، ألا وهو كتاب "سلّم الفضائل" يصور لنا فيه حياة الراهب أصلا وحياة المؤمن بصورة عامه، يتسلق فيها سلما ودرجات السلّم هي الفضائل، يسمو بها المؤمن من درجة إلى درجة حتى يصل إلى قمة
السلّم وهذا بعد صراع مرير. والذين جعلوا هذا الكتاب رسما مصوّر السلّم، يظهرون لنا الرهبان في صعودهم على الدرجات يتساقطون.
وفيما نحن مدركون أخر هذا الصيام أرادت الكنيسة المقدسة أن تضع أمامنا هذا السلّم لكي نصعد عليها ونحن ننظر إلى قمة الحياة التي جاءتنا بالفداء إذ أن الإنجيل الكريم ينتهي اليوم بإعلان السيد لتلاميذه أنه صاعد إلى أورشليم. طبعا الرب قد وصل إلى نهاية السلّم ولم يسقط، والسلّم كان بالنسبة له الصليب الذي ارتفع منه إلى أعلى السموات. على الدرب هذا تريدنا الكنيسة أن نسلك. ولذا أخذت من الإنجيل الكريم حادثة هذا الشاب المصاب بداء الصرع، وكان يسقط ويزبد ويقع في نوبات مرض الفترة تلو الفترة. ونرى السيد يمسك بيده وينهضه وكأنه بذلك يجعله معه على الصليب وفي القيامة.
من كتاب - سُلّم السّماء
للقديس يوحنا السلّمي (السينائي)
+ في الوقيعة - أي تشويه سمعة الآخر في غيابه (النميمة والإغتياب) +
+ لا تدِن أحداً على زلّة حتى ولو شاهدته يخطأ أثناء فراقه الحياة. لأن حكم الله، خفي على الناس. فقد سقط بعضهم في خطايا جسيمة أمام العيان، لكنهم صنعوا في الخفاء حسنات أعظم منها. ولذا ضلّ محبّوا الذم وأمسى ما يمسكونه بأيديهم دخاناً لا شمساً.
+ إسمعوا لي أيها الأشرار إسمعوا لي، يا من تحاسبون غيركم على ما لا ينوط بكم. فإن كان هذا القول صحيحاً، بل إنه صحيح: "بالدينونة التي تدينون بها تدانون" (مت 7: 1). فلا بد لنا أن نسقط في ما نعيّر به قريبنا نفسياً كان أم جسدياً، إذ لا سبيل آخر إلا هذا.
طروبارية
للبرية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعت، وبالتنهدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعف، فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار يوحنا، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
قنداق
من كتاب تعاليمك أيها الحكيم، تقدم أثماراً دائمة النضارة، تلذذ قلوب المستمعين لها بإصغاء أيها المغبوط، لأنها سلّم مصعدة من الأرض إلى المجد السماوي الباقي، نفوس الذين يكرمونك بإيمان.

يظهرون لنا مثلا شخصا وصل إلى ما قبل القمة بدرجة واحدة ثم سقط مصورا.