Wednesday, March 10, 2010

من تعاليم القديس يوحنا السلّمي
ما دامت أيامنا معدودة فلنسعَ بهمة ونشاط كمن دعاهم إلههم وملكهم لئلا نوجَد بلا ثمر يوم الوفاة فنهلك جوعا ولنُرضِ الرب كما يرضي الجندُ الملكَ لأننا سنطالَب بدقة ما دمنا قد انخرطنا في خدمته. ولنخش الرب كما نخشى الوحوش, لأني رأيت أناسا ذاهبين ليسرقوا وهم لا يخافون الله, ولكنهم إذ سمعوا في المحلة صوت كلاب رجعوا أدراجهم في الحين, فما لم يصنعه خوف الله صنعه خوف الوحوش. ولنحبّ ربنا كما نجلّ أصدقاءنا, لأني كثيرا ما شاهدت أناسا قد أساؤوا إلى الله ولم يبالوا بذلك البتة, ثم رأيتهم هم أنفسهم قد أَسخطوا أحبائهم لسبب تافه فسعوا لتلافي الأمر بكل وسيلة وندم واعتذار
...
لو استدعانا ملك من ملوك الأرض ورغب إلينا في أن نخدم بين يديه لما تنصَّلنا أو تأخرنا البتة عن تلبية دعوته بل لتركنا كل شيء وبادرنا بنشاط إلى الالتحاق به. فإن كان ملك الملوك وإله الآلهة يدعونا إلى خدمته السماوية فلنحترس بالتالي لئلا نستعفي من الخدمة بدافع التهاون والتواني فنوجَد بلا عذر في يوم الدينونة...
قال لي أناس كيف يمكننا أن نسلك في طريق الرب ونحن منهمكون في هموم الحياة؟ فأجبتهم: افعلوا ما استطعتم من الصالحات, لا تعيّروا أحدا, لا تخدعوا أحدا,لا تسرقوا أحدا,لا تتشامخوا على أحد, لا تمقتوا أحدا, لا تنقطعوا عن صلوات الكنيسة, اعطفوا على المحتاجين, لا تُعْثِروا أحدا, اكتفوا بنسائكم, إن فعلتم هذا فلن تكونوا بعيدين عن ملكوت السماوات...
التوبة تجديد للمعمودية. التوبة عهد مع الله لبدء حياة أخرى. التائب هو من يبتاع التواضع. التوبة هي التخلي الدائم عن التعزيات الجسدانية. التوبة هي الحكم على الذات والاهتمام بالنفس دون الارتباك بأي شيء آخر. التوبة ابنة للرجاء وجحود لليأس. التائب مجرم غير مرذول. التوبة مصالحة مع الرب بعمل المضادة للزلات السابقة. التوبة تطهير للوجدان. التوبة صبر على كافة المصائب. التوبة تضييق على المعدة وتقريع حاد للنفس.

الوداعة هي سكون النفس وتقبُّلها للإهانات والكرامات بحال واحد على السواء.

رأيت البعض يقترفون سراً وخفيةً خطايا فظيعة, ونظراً لما كان يتوهمه الناس من طهارتهم الفائقة كانوا يحتقرون جهراً ويهاجمون بقسوة الذين يذنبون ذنوبا صغيرة.

إن إدانة الآخرين اختلاسٌ وقح لمقام الله, والحكمَ عليهم هلاكٌ للنفس.

من كتاب السلّم إلى الله