Sunday, March 7, 2010

آداب الكنيسة
كما أن للحياة الإجتماعية مبادئ يتمشى عليها الأفراد، كذلك في الإجتماعات الدينية وفي بيت الله مبادئ وقوانين تقتضيها الظروف والآداب العمومية.
فمن منا لا يقف إكراماً لزائر أو لصديق ؟... ومن منا لا يرد التحية على محييه ؟... ومن منا لا يقف إجلالاً أمام مشهد رهيب ؟... أو يصمت أمام حادث مؤثر ؟....
ولذا رأينا أن نبسط بعض المبادئ العامة، وأنظمة الكنيسة الأرثوذكسية للتقيد بها وقت
حضور الطقوس الدينية، وبالخصوص وقت القداس الإلهي، محور الديانة المقدسة، كي يزيد شعورنا سمواً وتكتسب عواطفنا نبلاً...
1- الوقوف :
إن حقيقة الصلاة ليست طلباً وإبتهالاً فقط، وإنما هي عبارة عن التعبير عن ملء النفس لا عن فراغها، فهي حب وشوق وشكوى ونجوى.
أي أنها عبارة عن محادثة لذيذة بدالة ومحبة وثقة، بين أبن وأبيه، أو إشتراك إحساسات، ونجوى قلب بين صديق وصديقه، حيث يفتح خزائن قلبه ويسكب منه ما يفرحه ويسره، وما يؤلمه ويتعبه، ويشرح أفكاره كما ترشده محبته وثقته.
لذا وجب على كل مصلٍ أن يكون دوماً مستعداً وماثلاً أمام العزة الإلهية بورع وتقوى.
أما الذين لا تمكنهم صحتهم من الاستمرار في الوقوف طوال الخدمة فالوقوف ضروري وواجب:
ـ في إبتداء القداس.
ـ عند مرور الكاهن ، وبيده الإنجيل المقدس وقت الدورة الصغيرة (الأيصودون).
ـ عند التبخير وعند قراءة الإنجيل المقدس.
ـ عند التبخير وقت الشاروبيكون، إلى ما بعد دورة الكاهن حاملاً الكأس والقربان.
ـ عند إعطاء البركة، وكل مرة يقول الكاهن: " السلام لجميعكم " أو " لنحن رؤوسنا للرب "
ـ من تلاوة قانون الإيمان " أؤمن بإله واحد..." إلى قول الكاهن: " إلى والدة الإله أم النور...".
ـ بعد الكلام الجوهري. ثم عند قول الكاهن: " لتكن مراحم الإله العظيم...".
ـ عند تلاوة الصلاة الربانية " أبانا الذي في السماوات...".
ـ عند رفع القربان المقدس والقول: " القدسات للقديسين ".
ـ وقت مناولة الشعب حين يقول الكاهن: " بخوف الله وإيمان ومحبة تقدموا ".
ـ عندما ينقل الكاهن القرابين المقدسة إلى المذبح ويقول: " كل حين...".
ـ عند إعطاء البركة الأخيرة: " بركة الرب ورحمته تحلان عليكم...".
أما في باقي الصلوات وأوقات القداس فيجوز الجلوس، إنما بأدب وتقوى.
2- كشف الرأس :
من شعائر الإحترام كشف الرأس. هذا ما يلتزم به الرجال عند دخولهم إلى الكنيسة وفي وقت الصلاة.
بعكس السيدات والآنسات، فلا يجوز لهن أن يدخلن الكنيسة وهن مكشوفات الرأس، حسب قول الرسول بولس، لأن كل إمرأة تصلي ورأسها مكشوف، فإنها تشين رأسها (كورنثوس1 ص4:11).
3- الحشمة :
الحشمة هي زينة الإنسان في كل مظاهره، وهي دليل ناطق على طهارة النفس وطيب القلب وصفاء النية.
قوامها :
1-الحشمة باللباس: ليكن اللباس لائقاً وكاملاً، لأن الكنيسة ليست بمعرض للأزياء ولا للظهور والمجد الباطل:
أولاًـ على الرجل المسيحي أن يدخل الكنيسة بلبس كامل فلا يليق أن يحضر الصلاة بثياب قصيرة وأكمام قصيرة.
ثانياًـ على المرأة المسيحية أن تكون في الكنيسة مغطاة الرأس، ولابسة ثياباً محتشمة مقفلة على الصدر، وذات أكمام تغطي الذراعين حتى المرفق (الكوع) ولتعلم النساء أن التنقيص في حشمة الثياب تؤاخذ عليه دائماً وفي كل مكان، ولا سيما في بيت الله، وتمنع من التقدم إلى الأسرار الإلهية، وتلقي الشكوك بين المؤمنين.
2- الحشمة بالنظر : لا ندخل إلى بيت الله، وعيوننا تجول جولات إستكشافية، أو نلقي نظرات إلى كل جهة يشتم منها الفضول وقلة الرزانة...
3- الحشمة باللسان : لنمتنع عن كل كلمة، حتى عن تحية بعضنا بعضاً، محافظين على الصمت، ومشتركين مع ممثل الله تعالى برفع الأدعية، طلباً للبركة، وإستبعاداً للعنة.
4- الحشمة بالوقوف والجلوس : لا نقف بغير رصانة ولا نستلق بإسترخاء على المقاعد كأننا في بهو أو ناد، بل لنظهر في كل حركاتنا بمظهر الوقار والخشوع، إجلالاً للمقام الإلهي، وإحتراماً لله عز وجل ومالئ الأكوان.
4- حضور القداس والخروج من الكنيسة :
قد تفَّشت العادة أن يخرج البعض دون داع من الكنيسة، قبل نهاية الصلوات، وقبل إنجاز الذبيحة الإلهية. فلا يليق مطلقاً أن نتواني أو نجعل عدم المبالاة يستولي علينا، في هذا الأمر. ولسنا نقصد الكنيسة إلا لنقوم بواجب العبادة والشكر لله تعالى، مع النية لإستمطار نعمه وبركاته.
وكيف يلبي الله دعاءنا وطلبنا، إذا كنا لا نضحي ببعض الوقت، فنشترك فعلياً مع ممثل الله، حتى نهاية الصلاة والقداس، ونثبت إننا نقصد بيت الله للإشتراك بالحفلات الدينية والذبيحة الإلهية، بموجب روح الكنيسة ومراسيمها.
ولذا لا يليق بنا أصلاً أن نترك القداس الإلهي، مثلاً:
1) بعد سماع قراءة الإنجيل الطاهر،
2) أو بعد دورة الكاهن بالقرابين الكريمة،
3) أو بعد سماع كلام التقديس (الكلام الجوهري)، بل يجب أن نبقى إلى النهاية، مصغين بخشوع إلى الصلوات، ومشتركين بتقوى مع الكاهن بتقدمة الذبيحة المقدسة، إلى أن يمنح الكاهن البركة في نهاية القداس، أي إلى ما بعد قوله: " بركة الرب ورحمته تحلان عليكم بنعمته الإلهية ومحبته للبشر، كل حين، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين "
وبعد أن نتزود بهذه البركة الكريمة التي يعطيها الكاهن، بأسم الله، " ننطلق بسلام "، شاكرين العزة الإلهية، لأنها أتاحت لنا أن نشترك مع الكاهن بتقدمة الحمل الإلهي، تمجيداً للآب السماوي، وتكفيراً عن خطايا البشر.
ولنتذكر دائماً القانون التاسع من قوانين الرسل القديسين الأطهار الذي ينص " جميع المؤمنين الذين يدخلون الكنيسة ويسمعون الكتب المقدسة ولكنهم لا يلبثون لنهاية الصلاة والمناولة المقدسة يجب أن يفرزوا لأنهم يجعلون تشويشاً في الكنيسة ".
تلك هي أهم الأنظمة والمراسيم الطقسية التي تطبع صلاتنا بطابع التقوى والرونق الديني الخارجي.
فلنأخذها بعين الإعتبار، ولنمارسها بإحترام وخشوع، فنحصل على التعزيات الإلهية والخيرات السماوية والأرضية
منقول