الملائكة
هم خدّام الله المقدّسون والمثابرون دوماً على تسبيح الثالوث الكلّي قدسه بأصوات أناشيد وترانيم لا تفتر, يرسلهم الرب الإله ليساعدوا في خلاص الحسني العبادة, ويحموهم من حبائل الأشرار, الأعداء غير المنظورين, إنهم يفرحون لتوبة الخاطئ وبالعكس تماماً يحزنون لانغماسه في الخطيئة
متى تمَّ خلق الملائكة؟
خلق الرّب المسكونة وجميع الساكنين فيها, من الناس والحيوانات والنباتات, في البحر والبر, وكذلك خلق الرّب الملائكة أيضاً
خلقت الملائكة قبل خلق الكون, كما نستدل على ذلك من سفر أيوب (38:7)
خلقت الملائكة كما خلق البشر على صورة الله, وهي لا جسدية (غير مادية), سهلة
الحركة, لا نعرف تماماً كيف تمَّ خلقها, لأن ذلك ليس من شأننا
ما هو عدد الملائكة وكيف تتوزع وما أعمالها؟
عدد الملائكة غير محدود. يقال في سفر دانيال النبي: "ألوف, ألوفٍ يخدمونه, وربواتٌ يقفون حوله"
تتوزع الملائكة في ثلاث صفوف:
الصف الأول: السيرافيم, الشيروبيم, العروش
الصف الثاني: الأرباب, القوات, السلاطين
الصف الثالث: الرئاسات, رؤساء الملائكة, الملائكة
الصف الأول: يقدّم التهليل اللائق بالله وخاصيّتها الحكمة السماوية النارية
الصف الثاني: خاصيّتها, توطيد معرفة الأشياء والقيام بالعجائب. وعملها تسبّيح الله بالتسبيح المثلث تقدّيسه: "قدوس, قدوس, قدوس"
الصف الثالث: خاصيّتها, تنفيذ الخدم الإلهية. عملها: تسبيح الله بـ "هليلوليا"
من هم رؤساء الملائكة؟
1. ميخائيل: ويعني اسمه "من مثل الله؟" وهو يعلن دائماً مراسيم العدل الإلهية للبشر, هو من قاد الشعب الإسرائيلي في برية الأردن لأربعين سنة, حرّر بطرس الرسول من السجن, فسر ليوحنا اللاهوتي الإنجيلي أسرار الله في نهاية الأزمنة كما ورد في سفر الرؤيا, ويقول الآباء بأنه من سيقود حرب الملائكة الأخيرة ضدَّ قوات الظلمة, يصوّر دائماً في الأيقونة حاملاً رمحاً في يمينه وفي يسراه غصن نخيل
2. جبرائيل: ويعني اسمه "جبروت الله, رجل الله" وهو يعلن رأفة الله ومحبته للبشر, فهو من بشر جدّي المسيح يواكيم وحنة بولادة العذراء, كما بشر زخريا وأليصابات بولادة يوحنا المعمدان, وبشر العذراء بولادتها للمخلّص, هو من دحرج حجر القبر وجلس فوقه وخاطب حاملات الطيب يوم القيامة, يصوّر في الأيقونة حاملاً فانوساً له شمعة
3. روفائيل: ومعنى اسمه "الله الشافي, شفاء الله" ورد ذكره في سفر طوبيا, ويصوّر في الأيقونة حاملاً إناءً طبيّاً ويقود طوبيا بيده الأخرى
4. أورئيال: يعني "نور الله" يصوّر في الأيقونة حاملاً في يسراه حديدة وشم محمّاة
5. صلاتئيال: يعني اسمه "الصلاة إلى الله" ويصور دائماً في الأيقونات مطأطئ الرأس وعيناه إلى الأرض
6. جاغديال: "من يمجد الله" يحمل دائماً في أيقوناته إكليلاً من ذهب في يمينه وفي يساره سوطاً بثلاثة سيور
7. برخيال: "بركة الله" ويصور دائماً معلقاً وردةً بيضاء على صدره
8. إرميال: "سمو الله" يكرّم لدينا دائماً لأنه ملهم وموقظ للأفكار السامية التي ترتقي بالإنسان إلى الله
من هو الشيطان؟ كيف سقط من السماء؟
الشيطان, هو ملاك يدعى "إيوسفوروس", كان أحد رؤساء الملائكة وكان أيضاً من طغمة السيرافيم, تمرد على الله الخالق, رذل الخير وأحبَّ الشر, سعى لكي يكون مكان الله ويجلس على عرشه, وهنا حاربه ميخائيل رئيس الأجناد السماوية وهتف بملائكته قائلاً: "لنقف حسناً, لنقف بخوف, لنصغ" وهي عبارة نرددها كثيراً في خدمة القداس الإلهي ويخبرنا سفر أشعياء النبي (14: 12-15) كيف سقط إيوسفوروس النجم اللامع من السماء
منذ سقوطه وحتى اليوم, يكره الشيطان أبناء الجنس البشري كثيراً ويحاول دائماً أن يبقيهم في ملذات الخطيئة, ولكنه فقد كل ما لديه على الجنس البشري منذ أن تجسد المسيح وصلب ودفن وقام من بين الأموات
يجرّبنا الشيطان دائماً ولكن بإذن وسماح من الله, الذي يعرف طاقة كل منّا على الاحتمال فلا يسمح أبداً أن يجرّب أحدٌ فوق طاقته.
الملاك الحارس
لكل شخص ولد في المسيح (أي اعتمد على اسمه) يعطي الرب ملاكاً حارساً يقف عن يمينه, يحميه ويدفع عنه شر إبليس وزبانيّته الذين لا يتورّعون يوماً واحداً فقط عن إزعاج وإقلاق راحة البشر المؤمنين
نصلي دائماً إلى ملاكنا الحارس في صلاة النوم الصغرى الإفشين المعروف: "أيها الملاك القديس الملازم..........." وهنالك قانون صلاة في كتاب السواعي الكبير وهو كتاب صلاة كنسي إلى الملاك الحارس
يقول القديس باسيليوس الكبير: "كما أنَّ الدخان يطرد النحل, كذلك تطرد الخطيئة الملاك الحارس من حياتنا"
فلننتبهنَّ إذن كي لا نطرد ملاكنا الحارس, فنخسر حمايته ونصير عرضةً لهجمات الشيطان بشكل أشرس
المراجع
بدّور, الأب يوحنا (ترجمة), ظهورات وعجائب ملائكيّة, منشورات مكتبة البشارة – بانياس, 2009
بيطار, الأرشمندريت توما, السنكسار, الجزء الأول, طبعة ثانية, 2007
أعطي البحث يوم الجمعة 13/11/2009 – الأخ ميلاد جبارة
http://vb.orthodoxonline.org/threads/9993-الملائكة?p=53249