Sunday, October 4, 2009

تأبين الأسقف الياس نجم


دمشق ـ

ودعت الكنيسة الأرثوذكسية علما من أعلامها, رجلا من رجالاتها , فاتشحت الكنيسة الأرثوذكسية بالسواد حزنا وألما وحسرة على من كان في طليعة خدامها ومؤمنيها الأسقف الياس نجم الذي كان رئيسا لدير شفيعه مار الياس شويا،فقد غص دير مار الياس شويا بالآباء والكهنة والرهبان والراهبات وعدد كبير من أبناء الرعية وترأس الجنازة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم , الذي في كلمته بيّن دور الأسقف الراحل نجم في التشديد على استماع كلمة الله وبذله ذاته وحياته طعاما لخراف المسيح وممارسته خدمة العطاء والمحبة إينما ُوجد والقى صاحب الغبطة ومضة على تاريخ الراحل المملوء بالمحبة التي علمنا وطالبنا بها السيد المسيح.

فكانت أهازيج الفرح بالقيامة تملأ أرجاء الدير لحظة الوداع فبوجود المعزي ليس للحزن مكان في الكنيسة.

فمن كان له المسيح كانت له السعادة والفرح , ولهذا كانت تعزية الجميع تحية قيامة وحياة أبدية ترنم من الأعماق المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور.

فليكن ذكره مؤبدا .
حازم كبادـ قنشرين 03 / 10 / 2009


: لمحة عن حياة المطران الراحل الياس نجم

المطران الياس نجم الأرثوذكسي الإنطاكي الخادم

هو إبن الخوري الياس، ولد في إغميد ـ قضاء عاليه عام 1930، والدته مريم نجم، والوالدة والوالد من إغميد نفسها، وله شقيقان وشقيقتان. وقد تربى الأولاد الخمسة تربية مسيحية أرثوذكسية ووطنية.

تلقى الطفل الياس إبن الخوري الياس علومه الإبتدائية في مدرسة القرية، قبل أن ينتقل عام 1947 الى مدرسة دير البلمند لينهي فيها علومه الثانوية، ثم يرتسم عام 1951 شماساً انجيلياً ويلتحق في العام نفسه بمعهد خالكي للاهوت. وفي هذا المعهد نال الشماس نجم إجازة في اللاهوت عام 1958، ليسام في أيلول من العام نفسه كاهناً مع رتبة الأرشمندريتية، ويخدم في كنيسة السيدة في عاريا - قضاء بعبدا. وعام 1959 التحق برئاسة دير مار الياس شويا البطريركي حتى انتخبه المجمع الإنطاكي المقدس أسقفاً على أفاميا ومعاوناً لمطران (جبيل والبترون جبل لبنان) المثلث الرحمة المطران ايليا كرم. وظل يشغل هذا المنصب حتى شباط 1979 كان خلالها أيضاً معاوناً للمطران الجديد للأبرشية جورج خضر، علماً أنه تسلم الأبرشية لفترة انتقالية بين وفاة المطران كرم وانتخاب المطران خضر.

وفي 20 شباط 1979 عاد الى رئاسة دير مار الياس شويا البطريركي حتى وفاته في 29 أيلول 2009.

والى كل ذلك تميز الراحل بصداقات واسعة في كل الأوساط الإجتماعية والسياسية ، وكان لكلمته تأثير في أكثر من موضع، وتمتع بمحبة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم الذي كلفه تمثيله في مؤتمرات ومناسبات عدة في لبنان والخارج. واستطاع الراحل بعصاميته ومثابرته ونشاطه ارضاء والده الخوري الياس الذي رقد الرقدة الأخيرة قرير العين قبل سنوات معدودة عن عمر ناهز المئة، بعدما رأى الكاهن ابنه الكاهن مطراناً.